Tahanan Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genre-genre
قال علي: «وعدتك بحياة كريمة عندما نتزوج، وهذا ما سنحققه بعيدا عن هذا المكان. سوف أعمل مع والدي، وسنحيا حياة طبيعية. لقد أثبت لي أنك قوية صبورة شجاعة كما عهدتك دائما، والآن حان وقت الذهاب إلى المنزل. يلزمني ثلاثة أسابيع فقط كي أرتب أموري.»
فجأة أصبحت مغادرة «إيفين» حقيقة، ولكنني لم أشعر بالسعادة؛ فما دمت زوجة علي فسوف أظل سجينة طوال الوقت.
قلت له: «علي أن أخبر والدي.» لم أكن أستطيع إبقاء زواجنا سرا إلى الأبد، وخاصة مع وجود الطفل.
سمعنا صوت إطلاق نيران بعيدا، وأخبرني علي أنه يفكر كثيرا في الليلة التي كنت فيها على وشك الإعدام. - «لو كنت وصلت متأخرا بضع ثوان فحسب لوجدتك ميتة. لم أخبرك بهذا قط، لكني أحيانا أرى كوابيس عن تلك الليلة، ونفس الكابوس يتكرر دائما: أصل إلى هناك متأخرا، فأجدك ميتة غارقة في دمائك.» - «هذا ما كان يجب أن يحدث.» - «كلا، لقد أعانني الله على إنقاذك.» - «وماذا عن الآخرين؟ كان هناك من يحبهم أيضا ويريدهم على قيد الحياة مثلما أردت أنت أن تبقيني على قيد الحياة.» - «لقد جلب معظمهم المتاعب لأنفسهم.»
وددت لو أهزه بعنف وقلت: «كلا، أنت مخطئ، فلست إلا بشرا. هل يمكنك القول إنك تعلم كل شيء عنهم؟ إن اتخاذ قرارات بشأن الحياة والموت يحتاج إلى فهم شامل للعالم لا نملكه نحن، والله وحده هو من يمكنه اتخاذ قرارات كهذه، لأنه الوحيد العليم بكل شيء.»
كانت دموعي قد سالت، واضطررت إلى الجلوس كي أتمكن من التقاط أنفاسي.
قال علي: «أنا آسف، لا أدافع عن العنف، ولكننا أحيانا لا نملك خيارا آخر، فإن صوب أحدهم بندقية إلى رأسك وحصلت على فرصة كي تطلقي الرصاص وتدافعي عن نفسك، فهل ستنتهزينها أم تفضلين الموت دون أن تقاومي؟» - «لن أقتل إنسانا مثلي.» - «إذن فسوف ينتصر الشر وتخسرين.» - «لو كان الفوز يقتضي القتل فأنا أفضل الخسارة. وحتى لو حدث ذلك فسوف يدرك من يشهدون وفاتي أو يسمعون عنها أنني مت لأني رفضت الاستسلام للكراهية والعنف، وربما يعثرون على طريقة سلمية لهزيمة الشر.» - «مارينا، إنك تعيشين في عالمك المثالي الذي لا تربطه بالواقع أي صلة.»
بقيت مستيقظة في تلك الليلة بعد أن استغرق علي في النوم. يبدو أنه قد بدأ يدرك أنه لا طائل من العنف، وأن تعذيب المراهقين وإعدامهم لن يؤدي إلى أي خير، ولا يرضي الله بأي حال. ربما يكون هذا هو السبب الذي جعله ينقذني من الموت ويتزوجني، فأنا وسيلته الغريبة اليائسة في التمرد على كل ما يحدث في «إيفين». •••
في يوم الاثنين السادس والعشرين من سبتمبر، ذهبت أنا وعلي إلى منزل والديه لتناول العشاء، وكان قد مر أسبوعان على استقالته. أخبرني أثناء تناول العشاء أننا سنغادر «إيفين» خلال أسبوع ونعود إلى المنزل الذي اشتراه من أجلنا.
وفي الحادية عشرة مساء ألقينا تحية المساء على الجميع وخرجنا من المنزل. كان الجو باردا، فلم يخرج معنا والداه لتوديعنا. أصدر الباب المعدني الذي يربط بين ساحة المنزل والشارع صريرا وعلي يدفعه، وأصدر القفل صوتا مرتفعا وهو يغلق خلفنا. توجهنا نحو السيارة على بعد نحو 25 مترا في مكان أكثر اتساعا. نبح كلب على بعد، وفجأة ملأ صوت دراجة بخارية المكان. رفعت رأسي فوجدتها قادمة نحونا من أحد الشوارع الجانبية وعليها شبحان. فور أن شاهدتها أدركت في الحال ما سيحدث، وأدرك علي أيضا في نفس اللحظة ما سيحدث، فدفعني جانبا. فقدت توازني وسقطت على الأرض، وسمعت صوت إطلاق رصاص، وللحظة قضيتها بين الحياة والموت لم أر سوى الظلام، ثم انتشر ضوء خافت في عيني وشعرت بألم في عظامي، وكان علي يرقد فوقي. استطعت التحرك بالكاد، والتفت نحوه. - «علي، هل أنت بخير؟»
Halaman tidak diketahui