Tahanan Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genre-genre
وكالمعتاد اصطحبني علي إلى زنزانة انفرادية أخرى، ولكنه ظل هادئا وجلس في أحد الأركان ينظر لي وأنا أخلع الشادور.
وفجأة قال: «لا تحكمي علي بتلك القسوة.» - «لقد ماتت مينا، ماتت فتاة بريئة، وكل ما تفكر فيه هو حكمي عليك؟ بالطبع سوف أحكم عليك بقسوة، وهل لدي خيار آخر؟ فأنت المسئول هنا.» - «لست المسئول، حاولت أن أكون كذلك، لكني لست المسئول.» - «من المسئول إذن؟» - «مارينا، أنا أفعل كل ما بوسعي، وعليك أن تثقي بي. الأمر ليس سهلا، وأريدك أن تفهمي أنني لا أرغب في الحديث عن ذلك.» •••
كانت الرابعة صباحا عندما عدت إلى زنزانتي، وكان المكان هادئا للغاية، فخطوت على أطراف أصابعي إلى مكاني.
قالت بهار بصوت ملأ الظلام: «هل أنت بخير؟» - «أنا بخير، وأعتذر لك إن كنت قد أيقظتك.» - «لا داعي للاعتذار، فقد كنت مستيقظة. هل ترغبين في الحديث؟» - «عن ماذا؟» - «عن أي شيء يخطر في بالك. حتى الآن كان معظم حديثنا يدور حولي أنا، والآن حان دورك، ولا تخبريني أنك على ما يرام، لأنني واثقة أنك لست كذلك.»
حاولت أن أغالب دموعي. لقد فاجأتني من حيث لا أتوقع. من أين أبدأ؟ - «أريد أن أخبرك، لكني لا أستطيع.» - «حاولي؛ ليس عليك أن تخبريني بكل التفاصيل.» - «أنا زوجة علي.» - «غير معقول!» - «إنها الحقيقة.» - «كيف يمكن ذلك؟ ألقى القبض على زوجته؟» - «كلا، لم أكن أعرفه قبل أن آتي إلى هنا، بل كان واحدا ممن حققوا معي، وعندما اقتادني المحقق الآخر حامد للإعدام، أوقفه علي ثم هددني بأني إذا لم أتزوجه فسيؤذي أحبائي. لم يكن لدي خيار آخر.» - «هذا اغتصاب!» - «لا تخبري أحدا بهذا الأمر، فأصدقائي في «246» لا يعلمون شيئا عنه.» - «أهو نكاح متعة؟» - «كلا، إنه زواج دائم.» - «في مثل تلك الظروف لا أدري ما إذا كان الزواج الدائم ميزة أم عيبا، ففي الزواج المؤقت على الأقل سيتركك وشأنك بعد فترة من الزمن، أما الآن ...» - «أنا بخير.» - «كيف يمكن أن تكوني بخير؟»
لم أستطع التحمل أكثر من ذلك، فأخذت أبكي حتى استيقظ الطفل. حملته بهار وأخذت تهدهده وتغني له أغنية من تأليفها عن بحر قزوين وغابات الشمال الكثيفة والأطفال الذين يلعبون هناك بلا هموم.
وجدت الحديث مع بهار سهلا، فأخبرتها عن جيتا وترانه ومينا وكراهيتي لنفسي بسبب عجزي عن مساعدتهن، وأخبرتني أنها فقدت أصدقاءها هي الأخرى، وألقت باللوم على نفسها لأنها ظلت على قيد الحياة.
سألتها عن الأحوال خارج «إيفين» قبل القبض عليها، فأخبرتني أن شيئا لم يتغير خلال العام الماضي، وأن الحكومة الإسلامية قد نجحت في إحكام قبضتها، وأن الجهلة وأنصاف المتعلمين يطيعون الخميني طاعة عمياء لأنهم يرغبون في دخول الجنة، بينما التزم المثقفون الصمت كي لا يتعرضوا للسجن والتعذيب والإعدام، وهناك أيضا من لا يصدقون الملالي والشائعات التي يرددونها، لكنهم يتبعونهم كي يحصلوا على فرص عمل أفضل ورواتب مجزية. •••
ذهبت بهار إلى «246» بعد أن قضت ثلاثة أسابيع معي في الزنزانة، وعاودني الشعور بالوحدة مرة أخرى، وذات ليلة في منتصف سبتمبر بينما كنا نتناول العشاء الذي أحضره علي، والمكون من الأرز والدجاج المشوي، طلبت منه أن يسمح لي بالعودة إلى «246» ووافق.
قال: «غدا إعادة محاكمتك.»
Halaman tidak diketahui