Tahanan Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genre-genre
وصل السيد موسوي وعلي ومسعود زوج أكرام نحو الساعة الرابعة، واقتادتني والدة علي إلى الحمام وطلبت مني أن أغتسل مرة أخرى، لأن رائحة البصل تفوح مني. وبعد الاغتسال ارتديت المعطف الإسلامي الأبيض، ووشاحا أبيض كبيرا، وسروالا أبيض، والشادور الأبيض الذي وضعته لي والدة علي على الفراش، وسرعان ما وجدت أحدهم يقرع باب الغرفة، ونادتني أكرام: «مارينا، لقد حان الوقت.»
فتحت الباب وخرجت دون أن أعطي نفسي فرصة للتفكير. كان علي جالسا على مفرش الزفاف، فجلست بجواره وأنا أتساءل هل لاحظ أحد منهم أنني أرتجف. دخل الملا الغرفة، وردد بعض الجمل باللغة العربية، ربما كنت سأفهمها لو كنت أكثر تركيزا، ثم سألني بالفارسية: «فاطمة خانم مرادي بخت، هل تقبلين السيد علي موسوي زوجا لك؟»
كنت أعلم أنه من المعتاد ألا تجيب العروس على هذا السؤال في المرة الأولى، وعلى الملا أن ينتظر الإجابة، وحين لا يحصل عليها يكرر السؤال مرتين أخريين، لكني أجبت في المرة الأولى؛ إذ لم يكن يعنيني سوى الانتهاء من ذلك. •••
بعد تناول العشاء ذهبت مع علي إلى المنزل الذي اشتراه لنا. ظل ممسكا بيدي اليسرى حتى وصلنا إلى المنزل، وكانت أول مرة يلمسني بتلك الطريقة.
وبينما أخطو إلى منزلي الجديد وحياتي الجديدة الغريبة، قطعت على نفسي وعدا بألا أنظر خلفي، وألا ألتفت إلى الماضي، لكنه وعد صعب الوفاء به. قادني علي إلى غرفة النوم حيث تكدست الهدايا على الفراش، وقال: «افتحيها، بعضها مني والبعض الآخر من العائلة.»
فتحتها فوجدت العديد من الحلي، والأواني والكئوس الكريستالية، والأطباق والصحون المطلية بالفضة، وجلس علي على الفراش بجواري ينظر إلي وأنا أفتح الهدايا. - «أصبحت زوجك الآن، ولا داعي لارتداء الحجاب.»
تمنيت لو كان بوسعي الاختباء، لكنه جذب الوشاح الذي يغطي شعري بعيدا، فحاولت أن آخذه منه مرة أخرى. - «أتفهم قلقك، ولكن لا داعي له، فسوف تعتادين علي.»
ثم حل شعري المضفور، وتخلله بأصابعه. - «شعرك جميل، إنه ناعم كالحرير.»
ثم ألبسني عقدا وأسورة، ونظرت إلى خاتم زواجي الذي تلمع به ماسة كبيرة.
قال علي وهو يطوقني بذراعيه ويقبل شعري وعنقي: «أردتك منذ أن وقعت عيناي عليك.» لكني دفعته بعيدا. - «مارينا، اهدئي قليلا. تعرفين كم انتظرت تلك اللحظة. الآن أصبحت لي أخيرا، ويمكنني أن ألمسك. لا داعي للخوف، فلن أؤذيك، أعدك بذلك.»
Halaman tidak diketahui