وندعو تلك الطائفة من أدباء العربية وعلمائها المستذلين للأذلاء لنقول لهم: من كان منكم أعلم من فرويد وأينشتين وغيرهما ممن ذكرنا فله أن يقيس أدبه وعلمه على غير قياس، وأن يتصل به أو ينفصل عمن يشاء من الناس.
ومن كان منكم يحسب أن الصهيونية أحوج من قومه إلى الأعوان فليبخل بعونه على هؤلاء القوم «الأغنياء».
أما الخذلان ولا غنى عن الغوث فإن أهون وصماته ليخزي من لا يخزيه شيء.
وننتقل إلى بيان شواهد من عصبية الصهيونيين في ميادين السياسة، وهي أغلظ وأظهر، وإن أعمالهم التي تدفعهم إليها حماقتهم لتوبقهم وتغني في القضاء عليهم لولا أن خصومهم يلقونهم أحيانا بمثل ما عندهم من الحماقة.
ومن أحدث الشواهد التي تدل على الارتباط الشديد بين مسائل العالم في العصر الحاضر حملتهم الخفية على إيدن رئيس الوزارة البريطانية في يناير هذا العام، وهي حملة تهدد مركزه كما يقولون من جراء حوادث الشرق الأدنى.
ويتألب عليه في هذه الحملة فريق صغير من المحافظين وفريق كبير من العمال، وتدير الحملة كلها من وراء الستار أيدي الصهيونية البريطانية تؤيدها الصهيونية العالمية من بعيد.
ولا عجب في انضمام فريق من المحافظين إلى الحملة إذا تذكرنا أن رئيس الحزب في الواقع هو الاستعماري الصهيوني العتيق ونستون تشرشل، وهو يصرح بانتمائه إلى الصهيونية وإن كان يصرح بالسبب. فإنما السبب الحقيقي أنه ينتمي من جانب أمه إلى سلالة إسرائيل.
أما العمال فلا عجب أيضا من دخولهم في الحملة أو قيادتهم لها جهارا؛ لأن خزانة الحزب تخوى من المال إن فقدت معونة المرشحين الصهيونيين بارزين ومستترين.
ورئيس الوزارة البريطانية لم يفعل شيئا يجحف بإسرائيل ليستحق من الصهيونية هذه العداوة.
ولكن الدنيا تجهل إسرائيل وتجهل الصهيونية كلها إن لم تعلم أن القوم حمقى في الغاية القصوى من الحماقة، ومن حماقتهم هذه الأنانية المريضة التي تخيل إليهم أنهم وحدهم شعب الله، وأن الله إلههم وحدهم بغير شريك، وأن الساسة في العالم كله مطالبون بخدمتهم ومحاباتهم والتعصب لهم مائة في المائة، وإلا فهم أعداء مغضوب عليهم بغير عذر ولا هوادة.
Halaman tidak diketahui