أما أن الصهيونيين معروفون باضطهاد المخالفين لهم كلما استطاعوا، فلا حاجة إلى الشواهد على ذلك من التاريخ القديم، وهو مشحون بهذه الشواهد منذ أربعة آلاف سنة، بل حسبنا شهادة واحد منهم وداعية من أكبر دعاتهم، وذلك هو صاحب «نيويورك تيمس» الذي ينشر لهم أباطيلهم في الولايات المتحدة، فإنه يقول: إنه «ينفر من أساليب الإكراه التي يعمد إليها الصهيونيون في أمريكا؛ إذ يستخدمون الأسلحة الاقتصادية لإسكات من يخالفونهم، وإنه هو نفسه - وهو أمريكي يدين باليهودية - قد يتعرض للمتاعب من جراء هذه الشكوى».
إن هذه الشكوى مما أشار إليه دوجلاس ريد في الصفحة المائة والتسعين من كتابه «الدخان والخنق» ... وزاد عليها أنه يستطيع أن يعززها بما يملأ كتابا كاملا عما يلقاه المخالفون للصهيونية من ضروب الاضطهاد.
فليس من حق صهيوني أن يشكو الاضطهاد إذا تعرض له بسوء نيته وسوء خلقه وسوء فعله، فإنما الذنب فيه ذنبه قبل غيره، وليس من شأن سوء النية وسوء الخلق وسوء الفعل أن يجر إلى المودة والشكر والثناء.
والأعجوبة الكبرى في دعوى الاضطهاد أن الصهيونيين يستخدمونها لإقناع الناس بمطالبهم، ولا يتورعون عن أكذوبة قط في سبيل مطلب مقصود.
هل يخطر على بال أحد أن هجرة اليهود من ألمانيا كانت باتفاق مع هتلر؟
وأن حركة الاضطهاد كانت تنظم على علم من الدعاة الصهيونيين في القارة الأوروبية؟
هل يخطر على بال أحد أن الصهيونية كان لها مكتب معترف به في برلين، وأنها كانت على اتصال دائم ب «الجستابو» عن طريق هذا المكتب وفروعه في البلاد الألمانية؟
نعم، كان لها مكتب علوم في العمارة رقم (10) من شارع مين كستراس
Maine Chestrasse
يديره اثنان؛ أحدهما يدعى بينو
Halaman tidak diketahui