وأن نقول «ثانيا»: إن الصهيونيين أشد الناس اضطهادا لغيرهم إذا ملكوا القدرة الظاهرة أو الخفية.
وأن نقول «ثالثا»: إن الصهيونيين يستغلون دعوى الاضطهاد، ويتخذونها وسيلة لتخير الأمم باسم الإنسانية والغيرة على الحرية.
إن الصهيونية مسئولة عن كل فاصل تقيمه بينها وبين أمم العالم؛ لأنها من قديم الزمن تقسم العالم إلى قسمين متقابلين: قسم إسرائيل وهم صفوة الخلق وأصحاب الحظوة عند الله لغير سبب إلا أنهم أبناء إسرائيل، وقسم آخر يسمونه قسم الأمم أو «الجوييم» ويشملون به جميع الناس من جميع الأقوام والأجناس.
وفي كتب التلمود المعتبرة عندهم وصايا كثيرة عن المعاملة التي يستبيحونها مع غيرهم ولا يستبيحونها مع أحد من ملتهم، ويكفي منها مثلان أو ثلاثة من تلمود شلقان عراق
Shulchan Araq
الذي لا يزال متداولا بينهم، ففي هذا التلمود يقال لهم: «إذا خدع يهودي أحدا من الأمم وجاء يهودي آخر واختلس من الأممي بعض ما عنده بنقص الكيل أو زيادة الثمن، فعلى اليهوديين أن يقتسما الغنيمة التي أرسلها إليهما يهواه.» وهو اسم الإله في التوراة.
ويقال لهم في هذا التلمود: «إنه وإن لم يكن من المفروض على اليهودي أن يقتل أمميا يعيش معه بسلام، إلا أنه لا يجوز له في حال من الأحوال أن ينقذ حياة أحد من الأمميين.»
وقد ينكر بعض الصهيونيين أتباعهم لهذا التلمود، ولكنهم لا يستطيعون أن ينكروا أنهم يستبيحون اليوم ما أبيح لهم قديما في التوراة، وقد جاء في كتاب الخروج من الأصحاح الحادي عشر أن شعب إسرائيل أمر «بأن يطلب كل رجل من صاحبه وكل امرأة من صاحبتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب ... وأن الرب أعطى نعمته للشعب في عيون المصريين»، فأخذوا الأمتعة وهم على نية الرحيل من الديار.
ومعاملتهم لأعدائهم من باب أولى لا تعرف الحدود، ومنها استباحة قتل الأطفال والنساء وإحراق الحرث والنسل وتدمير المدن بما فيها من مساكن وحصون.
وليست عداوة الأمم داء قديما عفى عليه الزمن كما يقول اليوم بعض الدعاة الصهيونيين، فهي باقية على أشدها حتى اليوم، وهي باقية حتى في شعور الصهيونيين نحو المنقذين لهم والقادمين لنصرتهم، وقد ذكر كمشي
Halaman tidak diketahui