واصنع حساء الفلفل؛ فالطيور الصغيرة التي تشربه سوف تهلك من الضعف.
إن ماعز الأم يوجد في الجرن .. ولن تكون اليام في أمان.
إن ماعز الأب يوجد في الجرن .. وسوف يلتهمون اليام.
هل تستطيع رؤية ذلك الغزال القادم؟ .. انظر .. إنه يغمس قدمه في الماء.
الثعابين تلدغه! .. إنه ينسحب.
يا .. يا .. يا كولو كولو!»
طوال فترة المنفى كان من اليسير أن يفكر «إيزولو» في «أوموارو» بشكل عدائي، وذلك ما لم يعد بمقدوره أن يراه هنا .. إنهم حيثما يسيروا يرحبوا به، وإذن فهم ليسوا أعداء، لكن بعضا منهم، مثل «أنوسي»، بلا أهمية أو تأثير، لكنه مغرم فقط بالثرثرة وأحيانا بالحقد .. إنهم مختلفون عن الأعداء الذين شاهدهم وهو يحلم في «أوكبيري».
في اليوم الثاني أصبح عدد الزائرين سبعة وخمسين، بالإضافة إلى النساء .. كان ستة منهم يحملون النبيذ، وأحضر نسيبه «إيب» والقادمون معه إناءين كبيرين من أجود أنواع النبيذ وديكا، وكان ذلك اليوم بمثابة مهرجان في كوخ «إيزولو»، حضره أيضا اثنان أو ثلاثة من قرية العدو (أومونيورا).
كان «أوجبوفي أوفاكا» هو آخر زائر في اليوم الثالث، وهو أحد أفضل الرجال في «أومونيورا»، ولم يكن من قبل دائم الزيارة ل «إيزولو»، كان معروفا بحكمته ولم يكن أحد أولئك الذين يمتدحون رجلا لمجرد أن يقدم لهم النبيذ، ألقى بقدحه في حقيبته، ووضعها فوق ظهره، ثم قال: جئت لأقول لكم لا، ولأقدم شكري وامتناني ل «أولو» و«شوكو» لعودتكم سالمين، أريد أن أقول لك إن «أوموارو» كلها تنهدت عندما وضعت قدمك في كوخك مرة ثانية، لم يرسلني أحد لقول ذلك، فلماذا أقوله إذن؟ لأنني أعرف كيف تفكرون.
توقف لحظة، ثم مد رقبته ناحية «إيزولو» بنوع من التحدي، وأضاف: لقد كنت مع «واكا» عندما تحدث عن ضرورة ذهابك لمواجهة الرجل الأبيض ، وإذا أردت ألا أضع قدمي في منزلك مرة ثانية فيجب أن تخبرني بما حدث فور الانتهاء من حديثي، أريدك أن تعرف - إذا لم تكن تعرف بالفعل - أن كبار «أوموارو» لا يقفون بجانب «واكا» ضدك؛ فنحن جميعا نعرفه، ونعرف الرجل الذي يقف خلفه، ولا أحد يستطيع أن يخدعنا، فلماذا إذن نقف معه ونوافقه؟ هل لأننا مضطربون؟ هل تسمعني؟ إن كبار «أوموارو» مضطربون، ويمكنك القول إنني أخبرتك بذلك، نحن مضطربون، ونحن كما يقول المثل كالكلب الصغير الذي حاول أن يلبي نداءين في وقت واحد فكسر فكه، أنت يا «إيزولو» الذي قال لنا منذ خمس سنوات مضت بأنه لمن الحماقة أن نتحدى الرجل الأبيض، ولم نستمع لك وخرجنا نتحداه، فأخذ بنادقنا وحطمها فوق ركبته، وهكذا نعرف بأنك كنت على صواب، وما كدنا نتعلم هذا الدرس حتى غيرت رأيك، وها أنت تطالب بالذهاب لتحدي نفس الرجل الأبيض، فماذا كنت تتوقع أن نفعل؟
Halaman tidak diketahui