ثم بدا وكأنه يحدث نفسه: لماذا أقول هذه الأشياء للغرباء؟
التزم الصمت، وقال «جون وديكا»: لا يجب أن نفكر كثيرا في ذلك، كم من أولئك الذين سخروا منك يستطيع أن يواجه الرجل الأبيض كما فعلت؟
ضحك «إيزولو»: هل تدعو ذلك مواجهة؟ لا يا قريبي؛ فنحن لم نتواجه، وإنما فقط كنا نتعرف على بعضنا، سوف أعود مرة أخرى، وقبل عودتي أريد مواجهة شعبي الذي أعرفه ويعرفني، أنا ذاهب إلى بلدي لأتحدى كل أولئك الذين أقحموا أصابعهم في وجهي.
قال «جون وديكا» بطفولية: إنه تحدي «إينينك تولوكبا» للإنسان والطيران والحيوان.
قال «إيزولو» بسعادة: هل تعرفه؟
بدأ «جون وديكا» يغني الأغنية التي تحدى بها الطائر «إينينك» ذات مرة كل العالم.
ضحك الغريبان: إنه تماما مثل «وديكا».
وقال «إيزولو» بعد الانتهاء من الأغنية: إن من يوقع الآخر على الأرض سوف يجرده من خلخاله.
كان إطلاق سراح «إيزولو» المفاجئ هو أول قرار كبير يقوم به «كلارك» الذي ازداد ثقة في نفسه، لكونه أصبح قادرا على اتخاذ القرارات.
جاء البريد بخطابين كان يبدو أحدهما مخيفا ومختوما بالشمع الأحمر، من ذلك النوع من الخطابات الذي يشير إليه ضباط السياسة بأنه «سري للغاية»، تفحصه جيدا فعرف بأنه ليس موجها إلى «وينتربوتوم»، فأحس بأهميته وقدرته على الخوض في أسرار المجتمع المهمة، ثم ألقى برزمة الخطابات جانبا لقراءة الخطاب الصغير أولا، الذي لم يكن يحمل سوى برقيات وكالة رويتر، التي أرسلها ضمن بقية الخطابات العادية من أقرب مكتب تلغراف، على بعد خمسين ميلا، والتي كانت تحمل أخبارا تفيد بثورة الفلاحين الروس ضد النظام الجديد الذي رفض تنمية المحاصيل .. قرر أن يذهب بالخبر في نهاية اليوم إلى لجنة الملاحظة، في المكان الذي يتجمع فيه الضباط لتناول الطعام، ثم نهض وتناول الرزمة الأخرى.
Halaman tidak diketahui