بادر بالخروج في اتجاه العاصفة القادمة، وكان الأفق ملبدا بالظلام، وثمة أضواء منتظمة كانت قوية وثابتة في بعض الأحيان، ومرفرفة في أحيان أخرى، تنطفئ وتتلألأ وكأن ريحا مندفعة كانت تهز اللهب.
ارتفع صوت «أوكيك أونيني» بقوة لاعنا الرياح والرعد، وكان يصفر ويغني لمساعدة نفسه على احتمال الظلام.
لم يقل «إيزولو» أي شيء لإغرائه بالبقاء وعدم خروجه في المطر، ولم يكن لديه ما يقوله، لكنه كان يفكر في أشياء أخرى، وبعد فترة طويلة قال : هذا المطر هو نذير القمر الجديد.
لكن أحدا لم يفهم ما يقول.
لم تكن العلاقة قوية بين «إيزولو» وأخيه غير الشقيق، وكان «إيزولو» معروفا بكراهيته للعرافين، وكثيرا ما كان يردد بأن معظمهم دجالون وجشعون، وأن العلاج الحقيقي قد انتهى بانتهاء جيل أبيه، والذين يمارسون مهنة الطب هذه الأيام ليسوا سوى مجرد أقزام.
كان والد «إيزولو» عرافا وساحرا عظيما قام بالعديد من المعجزات، وكان الناس يتحدثون كثيرا عن قدرته على الاختفاء، مثلما فعل أثناء الحرب بين «أوموارو» و«أنينتا»؛ حيث لم يكن أحد يجرؤ من إحدى القبيلتين على وضع قدمه في القبيلة الأخرى، لكن كبير الكهنة كان يفعل ذلك كلما أراد، ودائما ما كان يذهب مع ابنه «أوكيك أونيني» الصغير، وذلك بإعطائه مكنسة صغيرة يمسكها في ذراعه الأيسر دون التحدث، ودون تقديم التحية إلى أي شخص يمر بالقرب منهما، وكان عليه أن يسير فقط بالقرب من الحافة اليمنى للطريق أمام أبيه دون أن يغيب عن ناظره. كان أي شخص يمر بالقرب منهما يتوقف فجأة، ويبدأ في التلويح بورق الشجيرة عند الجانب الآخر من الطريق، ويواصل التلويح حتى يمر الولد ومن خلفه أبوه.
تعلم «أوكيك أونيني» الكثير من طرق العلاج والسحر من والده، لكنه لم يتعلم قط ذلك السحر الخاص الذي يدعى
OTI-ANYO-OFU-UZO . كان «إيزولو» الأخير أحد الكهنة القلائل في «أوموارو» الذين يمارسون الطب والسحر، ولأنهم كذلك فقد كانوا يتمتعون بقوة غير محدودة، حتى إن «أوكيك أونيني» دائما ما كان يردد أن السبب في ضعف العلاقة وعدم القبول بينه وبين «إيزولو» هو ذلك الفرق في القوة بينهما. وكان يقول أيضا بأن «إيزولو» لا يعرف بأن كل ما يتعلق بالعشب والنبات يكون أحيانا منقوشا في خطوط باطن الكف، وهو يعتقد أن «إيزولو» الأب أخذها منه عمدا وأعطاها له.
قال أيضا ذات مرة: هل سمعني أشكو لحصوله على الكهنوتية؟
كانت الفجوة التي صنعها «إيزولو» بينه وبين أخيه «أوكيك أونيني» هي التي جعلت بعض الناس لا يحبونه، وكانوا يشيرون إلى غيرته من سمعة أخيه الحميدة في عالم الطب والدواء.
Halaman tidak diketahui