قال «أكيوبو»: أعتقد أنني سأحتاج لشيء ما أطوي فيه هذه القطعة الكبيرة.
أرسل «إيزولو» ابنه «وافو» لإحضار قطعة من أوراق الموز ووضعها فوق الخشب المحترق بلا لهب حتى ذابت وفقدت طراوتها، ثم مررها إلى «أكيوبو» الذي قسم اللحم إلى نصفين، وطوى النصف الأكبر في ورق الموز ووضعه جانبا في حقيبته، ثم شرع في تناول النصف الآخر غامسا إياه في زيت النخيل المتبل بالفلفل.
قدم «إيزولو» قطعة صغيرة من نصيبه إلى «وافو»، وألقى ببقيتها في فمه. ظلا يأكلان فترة طويلة في صمت. وعندما بدآ يتحدثان من جديد كان الحديث عن أشياء أقل شأنا وأخف وطأة.
اقتلع «إيزولو» عودا من المكنسة المجاورة له على الأرض، ثم أعادها مائلة إلى الحائط، وكان من اليسير عليه في مكانه هذا رؤية كل من يقترب من أرضه وأرض ولديه. وهكذا كان أول من لاحظ وصول رسول البلاط وحراسه.
اقترب الغريبان من عتبة «إيزولو»، فصفق الحارس بيديه قائلا: هل أصحاب البيت موجودون؟
ساد صمت قصير قبل أن يجيب «إيزولو»: ادخل وسوف ترى.
انحنى الحارس وهو يعبر رفرف السطح المنخفض ودخل ثم تبعه الآخر. رحب بهما «إيزولو»، وطلب منهما الجلوس، جلس رسول البلاط فوق السرير الطيني، وظل حارسه واقفا ثم قدم تحياته ل «إيزولو»، وأخبره أنه ابن «وديكا» في «أوميونيورا».
قال «أكيوبو»: وهكذا بدا لي فور دخولك أنني رأيت وجه والدك.
وقال «إيزولو»: تماما، إن أي شخص يملك عينين يعرف على الفور بأنه يرى «وديكا»، لكن صديقك يبدو قادما من بعيد. - نعم، نحن قادمان من «أوكبيري».
سأل «إيزولو»: هل تعيش إذن في «أوكبيري»؟
Halaman tidak diketahui