170

Sahih wa Daif Tarikh al-Tabari

صحيح وضعيف تاريخ الطبري

Editor

محمد بن طاهر البرزنجي

Penerbit

دار ابن كثير

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Lokasi Penerbit

دمشق - بيروت

Genre-genre

عن صفوان بن محرز، عن عمران بن الحصين، قال: قال رسول الله ﷺ: "اقبلوا البشرى يا بني تميم"، فقالوا: قد بشَّرتنا فأعطنا، فقال: "اقبلوا البشري يا أهل اليمن"، فقالوا: قد قبِلنا، فأخبرْنا عن هذا الأمر كيف كان؟ فقال رسول الله ﷺ: "كان الله ﷿ علي العرش، وكان قبل كلِّ شيء، وكتب في اللوح كل شيء يكون". قال: فأتاني آت فقال: يا عمران، هذه ناقتك قد حلَّت عقالها، فقمت، فإذا السراب ينقطع بيني وبينها، فلا أدري ما كان بعد ذلك (١). (١: ٣٨).

(١) حديث صحيح أخرجه البخاري كما بينا قبل قليل.
عود على بدء: والقول الراجح عند الطبري وغيره في هذه المسألة:
لقد ذكر الطبري رأيه في هذه المسألة بعد إخراجه لروايات مرفوعة وموقوفة.
وخلاصة رأيه أنه يصحح الحديث النبوي الشريف (أول شيء خلقه الله ﷿ القلم).
ويقول بأن مفهوم الحديث واضح ودلالته واضحة من غير استثناء شيء من المخلوقات قبل خلقه القلم وأن القلم أول مخلوق من غير استثنائه من ذلك عرشًا ولا ماءً ولا شيئًا غير ذلك، وانظر تاريخ الطبري (١/ ٣٥ - ٣٦).
قلنا: والمعروف أن أئمة الحديث علي جلالة قدرهم قد تفوتهم أحاديث وأحاديث ويرويها غيرهم. فقد أخرج البخاري كما أشرنا حديثًا آخر لم يذكره الطبري ﵀.
وهو حديث عمران بن حصين السابق وفيه (كان الله ولم يكن شيء غيره. وكان عرشه علي الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض) وفي رواية (ثم خلق السموات والأرض) (صحيح البخاري / ح ٣١٩١ / و/ ح ٧٤١٨):
قلنا: أما الحافظ ابن حجر فقد صار إلي الجمع بين المتعارضين ظاهرًا إذ قال في الفتح عقب الحديث (٣١٩١):
وأما أول ما رواه أحمد والترمذي وصححه من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا (أول ما خلق الله القلم ثم قال: اكتب. فجري بما هو كائن إلي يوم القيامة).
فجمع بينه وبين ما قبله بأن أوله القلم بالنسبة إلي ما عدا الماء والعرش أو بالنسبة إلي ما منه صور من الكتابة أي أنه قيل له اكتب أول ما خلق.
وحكى أبو العلاء الهمداني أن للعلماء قولين في أيهما خلق أولًا: العرش أو القلم؟ قال: والأكثر على سبق خلق العرش، واختار ابن جرير ومن تبعه الثاني (فتح الباري ٦/ ٤٣٠ / ط. الفكر).
وقال الحافظ ابن كثير ﵀: والذي عليه الجمهور فيما نقله الحافظ أبو العلاء الهمداني وغيره أن العرش مخلوق قبل ذلك ... ثم ذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم.
وقال ﵀: وقد دلَّ هنا الحديث أن ذلك بعد خلق العرش فثبت تقديم العرش علي القلم =

1 / 176