Sahih dan Dhaif Tarikh Tabari
صحيح وضعيف تاريخ الطبري
Genre-genre
وقد اهتم العرب بعلم التاريخ، بسبب اهتمامهم بالانتساب إلى الآباء والأجداد، والعشيرة والقبيلة، فحفظوا أنسابهم، وتفاخروا بها حتى وصلوا إلى التعصب والعصبية، فكانو ايهتمون أصلا بتاريخهم، وتاريخ الأمم قبلهم، ومن حولهم.
وجاء القرآن الكريم يذكر أخبار الأمم السابقة، وقصص النبيين والمرسلين، ولكنه باختصار شديد، مركزا على موطن العبرة والعظة، ومكان الإثارة والاستفادة، مع النص القرآني المتكرر على هذا الهدف، قال الله تعالى: {تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين} [الأعراف: 101] وقال تعالى: {وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين} [هود: 120]، وخاطب الله رسوله آمرا له بقص الأخبار الهادفة، فقال تعالى: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون} [الأعراف: 176]، وخصص الله تعالى سورة في القرآن الكريم باسم "سورة القصص".
ومن هنا اتجه كثير من العلماء المسلمين إلى جمع الأخبار، ومعرفة الأماكن والأحوال التي أشارت إليها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، واشتاقت نفوسهم إلى التوسع في فهم القصص المذكورة في القرآن، وفي ذات الوقت اعتنوا عناية شديدة بسيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما يتبعها من المغازي، وكانت هذه المعلومات تصب في محورين، الأول: محور الأخبار والقصص التاريخية، وكان صاحبها يسمى أخباريا، وتتسم أكثر قصصه بالأوهام والخرافات والأساطير القديمة، والمحور الثاني: علم الحديث والمصطلح، وكان علماء الحديث يذكرون أخبار السيرة النبوية وآثار الصحابة والخلفاء الراشدين مع الحديث برواياته وأخباره وإسناده، ولما دونت كتب السنة النبوية خصص باب مستقل بعنوان المغازي والسير، إلى أن استقل علم السيرة النبوية، وخصصت له المصنفات والكتب (¬1).
Halaman 75