2 - اليعقوبي: أحمد بن إسحاق 292 ه: من أشهر من كتب في التأريخ الموضوعي لا على الترتيب الحولي -ولكنه لم يعتمد الإسناد في رواياته بل اكتفى بذكر الكتب التي اطلع عليها إجمالا- وهو ممن يعبر عن فكرة التأريخ العالمي.
والعيب في اليعقوبي أنه مؤرخ منحاز لم يستطع أن يحافظ على الحياد المطلوب كما فعل الطبري رحمه الله وكما سنبين في موضعه وقد كثرت الدراسات الحديثية حول المؤرخين المتقدمين ونذكر هنا رأي أستاذين كبيرين من أساتذة التأريخ في اليعقوبي هذا، الأول هو الأستاذ عبد العزيز الدوري إذ يقول فيه: [فهو في حديثه عن الراشدين والأمويين يظهر ميولا علوية أحيانا ويسهب في ذكر أقوال الأئمة وخطبهم ويعطي سيرهم عند ذكر وفياتهم ولعلنا نكون أدق إن قلنا إن وجهة نظره إمامية (¬1).
وأما المؤرخ الثاني الذي خبر رواياته وأبدى رأيه فيها فهو الأستاذ أكرم ضياء العمري إذ يقول في اليعقوبي: مؤرخ شيعي إمامي ويقول أيضا: ويتسم بالانحياز العقدي من ناحية أخرى (¬2).
3 - البلاذري (أحمد بن يحيى) 279 ه:
قال عنه الذهبي صاحب التأريخ المشهور من طبقة أبي داود السجستاني حافظ أخباري علامة [تذكرة الحفاظ 3/ 892] اشتهر بكتابيه القيمين فتوح البلدان - وأنساب الأشراف والحق يقال فإن أنساب الأشراف سفر تأريخي عظيم بلبوس الأنساب كما قال الأستاذ الدوري (¬3):
أما كتاب أنساب الأشراف فهو كتاب عام في التأريخ الإسلامي في إطار الأنساب وهو يمثل مزيجا فذا في الخطة والمادة، فخطته تجمع بين أساليب كتابة كتب الطبقات وكتب الأخبار وكتب الأنساب.
ويقول الأستاذ العمري:
ويعد البلاذري أبرز المؤرخين المسلمين بعد الطبري من حيث سعة
Halaman 22