Sahih Sunna
صحيح السنة بين أهل السنة والسنة
Genre-genre
صورة مريبة لبعض كبار الصحابة
أخرج البخاري ومسلم، عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده إلى يوم القيامة)) قال عمر: إن رسول الله قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن حسبكم كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما كثر اللغط والإختلاف، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قوموا عني))، وهذا الحديث مما لاخلاف في صحته، وقد رواه البخاري في عدة مواضع من صحيحه، ورواه أهل الصحاح، وأهل السنن، وأهل السير والأخبار.
هذا ، وقد تصرف الرواة في قول عمر، فالصحيح أن عمر، قال: إن رسول الله يهجر، والدليل على ذلك ما في بعض طرقه من قوله إن عمر قال كلمة معناها أن النبي قد غلب عليه الوجع.
ومما يدل على ذلك أنه حين روى البخاري هذا الحديث في موضع آخر ولم يصرح باسم عمر، وذلك في كتاب الجهاد والسير بلفظ: فقالوا هجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك في مسلم: فقالوا: إن رسول الله يهجر.
ونقول بئسما ختموا به عهدهم بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، وقد عصوا في موقفهم هذا معاصي متعددة:
1 عدم الإمتثال لأمره صلى الله عليه وآله وسلم بإحضار دواة وكتاب.
2 قول عمر ومن معه: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يهجر.
3 رفع أصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم المصرح به في الرواية من كثرة اللغو واللغط والإختلاف.
4 التنازع والإختلاف.
وهذا يدل على أنهم يبيتون الإستيلاء على الخلافة، ولم يبالوا بعصيان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك.
Halaman 1