تفصيل وتوضيح

المذهب الزيدي حقيقته ومعناه محبة أهل البيت، ومناصرتهم، والإقتداء في أحكام الدين بهم، وقد حكا لنا التاريخ معاملة الخلفاء لأهل البيت، ولمحبيهم من الهضم لمكانتهم، والحط من معنوياتهم التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد تبناها لهم، وكم في كلام أمير المؤمنين عليه السلام من التشكي من ذلك، والتظلم كما في خطبه في نهج البلاغة.

مثل قوله في الشقشقية: (أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى...إلى أن قال: فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهبا...إلخ).

ومثل قوله في النهج أيضا: (اللهم إني أستعديك على قريش، ومن أعانهم فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي...إلخ).

وحين قال له قائل: إنك على هذا الأمر يا ابن أبي طالب لحريص، فقال عليه السلام: (بل أنتم والله لأحرص، وإنما طلبت حقا لي، وأنتم تحولون بيني وبينه).

وقوله عليه السلام: (فوالله ما زلت مدفوعا عن حقي مستأثرا علي منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم حتى يوم الناس هذا).

وقال عليه السلام في كتاب كتبه إلى أخيه عقيل: (فجزت قريشا عني الجوازي، فقد قطعوا رحمي، وسلبوني سلطان ابن أمي).

وقال عليه السلام: (فنظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي، فظننت بهم عن الموت، وأغضيت على القذى، وشربت على الشجى، وصبرت على أخذ الكظم، وعلى أمر من طعم العلقم).

Halaman 1