31: دعاؤه بالتوبة
وكان من دعائه عليه السلام في ذكر التوبة وطلبها
أللهم يا من لا يصفه نعت الواصفين، ويا من لا يجاوزه رجاء الراجين، ويا من لا يضيع لديه أجر المحسنين، ويا من هو منتهى خوف العابدين، ويا من هو غاية خشية المتقين. هذا مقام من تداولته أيدي الذنوب، وقادته أزمة الخطايا، واستحوذ عليه الشيطان، فقصر عما أمرت به تفريطا، وتعاطى ما نهيت عنه تعزيرا، كالجاهل بقدرتك عليه، أو كالمنكر فضل إحسانك إليه، حتى إذا انفتح له بصر الهدى، وتقشعت عنه سحائب العمى أحصى ما ظلم به نفسه، وفكر فيما خالف به ربه، فرأى كبير عصيانه كبيرا، وجليل مخالفته جليلا، فأقبل نحوك مؤملا لك، مستحييا منك، ووجه رغبته إليك ثقة بك، فأمك بطمعه يقينا، وقصدك بخوفه إخلاصا، قد خلا طمعه من كل مطموع فيه غيرك، وأفرخ روعه من كل محذور منه سواك، فمثل بين يديك متضرعا، وغمض بصره إلى الارض متخشعا، وطأطأ رأسه لعزتك متذللا، وأبثك من سره ما أنت أعلم به منه خضوعا، وعدد من ذنوبه ما أنت أحصى لها خشوعا واستغاث بك من عظيم ماوقع به في علمك وقبيح ما فضحه في حكمك من ذنوب أدبرت لذاتها فذهبت، وأقامت تبعاتها فلزمت، لا ينكر يا إلهي عدلك إن عاقبته، ولا يستعظم عفوك إن عفوت عنه ورحمته; لانك الرب الكريم الذي لا يتعاظمه غفران الذنب العظيم. أللهم فها أنا ذا قد جئتك مطيعا لامرك فيما أمرت به من الدعاء، متنجزا وعدك فيما وعدت به من الاجابة إذ تقول ?ادعوني أستجب لكم?.
Halaman 56