192

Sahibi dalam Faham Bahasa

الصاحبي في فقه اللغة

Penerbit

محمد علي بيضون

Nombor Edisi

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩٧م

جعل نفسَه أعمى أصَمَّ لمّا لم ينظر ولم يسمع. وقال آخر١: وكلامٌ بسيِّئ قد وُقِرَتْ ... أذنيَ عنه وما بي من صَمَمِ وقريب من هذا الباب قوله جلّ وعزّ: ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى﴾ ٢ أي ما هم بسُكارى مشروبٍ ولكن سُكارى فَزَع وَوَلهٍ. ومن الباب قوله جلّ ثناؤه: ﴿لَا يَنْطِقُونَ، وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ﴾ ٣ وهم قد نطقوا بقولهم: ﴿يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ﴾ ٤ لكنهم نطقوا بما لم يَنفع فكأنهم لم ينطِقوا. باب الشرط: الشرط على ضربين: شرطٌ واجبٌ إعماله كقول القائل: "إن خرج زيدٌ خرجتُ". وفي كتاب الله جلّ ثناؤه: ﴿فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا﴾ ٥. والشرط الآخر مذكور إلا أنه غيرُ مَعْزوم عليه ولا محتوم، مثل قوله: ﴿فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ﴾ ٦ فقوله: ﴿إِنْ ظَنَّا﴾ شرط لإطلاق المراجعة. فلو كان محتومًا مفروضًا لما جاز لهما أن يتراجعا إلاّ بعد الظنّ أن يقيما حدود الله. فالشرط ها هنا كالمَجاز غير المعزوم. ومثله قوله جلّ ثناؤه: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى﴾ ٧ لأن الأمر بالتذكير واقع في كلّ وقت. وللتذكير واجب نفع أو لم ينفع، فقد يكون بعض الشروط مَجازًا. باب الكناية: الكناية لها بابان: أحدهما أن يُكنى عن الشيء فيذكر بغير اسمه تحسينًا للفظ أو إكرامًا للمذكور، وذلك كقوله جلّ ثناؤه: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ

١ يقال: وقع في سي رأسه أي حكمه من الخير أو في قدر ما يغمر به رأسه. ٢ سورة الحج، الآية: ٢. ٣ سورة المرسلات، الآية: ٢٧. ٤ سورة الأنعام، الآية: ٢٧. ٥ سورة النساء، الآية: ٤. ٦ سورة البقرة، الآية: ٢٣٠. ٧ سورة الأعلى، الآية: ٩.

1 / 200