تمرس أول ما شدا في جريدة «بين النهرين» و«النوادر» و«النور» كما قربنا، واستقل بجريدة أسماها «شمس المعارف»، وقال: إنها تختلف عن صحف العراق بما فيها من ذوق أدبي وفوائد، إلا أنها لم تعش غير بضعة أعداد فقط.
وشارك إبراهيم صالح شكر الشاعر إبراهيم منيب الباجه جي، فأصدرا معا في بغداد مجلة «الرياحين» شهرية نورت براعمها في 27 آذار (مارس) سنة 1914، وما عتمت سموم الحرب الكبرى أن صوحتها.
وما انجابت ظلمات تلك الحرب حتى حن إبراهيم إلى الصحافة فنشر مجلة شهرية «الناشئة»، حفلت على صغر حجمها بالأدب والنقد الاجتماعي، وعاشت أشهرا بين عامي 1921 و1922.
واستأنف الأديب العمل الصحفي بجريدة «أسبوعية» دعاها «الناشئة الجديدة» في 27 كانون الأول (ديسمبر) سنة 1922، فكانت حدثا في صحافتنا الأسبوعية، تفنن صاحبها في أبوابها ومقالاتها وشذراتها، يعاونه بعض الكتاب من الشباب الطالع.
وها نحن أولاء نورد مثالا من أسلوب الكاتب في باب استحدثه «معرض المشاهير» قال بعنوان: «أحد العظماء» عارضا صورة قلمية «للسيد عبد الرحمن النقيب»، نقيب الأشراف ورئيس الحكومة يومئذ:
فإذا صوب الداخل نظره إلى صدر البهو رأى شيخا في الثمانين من عمره جالسا على سرير فاخر، تنبعث منه كهرباء المهابة والجلال، وتلوح على محياه أمارات العظمة والإمارة.
فإذا جلس رأى من حسن الاستقبال وجمال الحديث ما يمثل أمام عينيه أدب النفس وحسن البيان.
فإن ولج معه باب السياسة، خيل إليه أنه يحدث أكبر الرجال عقلا وأعظم الوزراء رأيا ومعرفة بحوادث الغير، ووقائع العبر.
وإذا عطف ذمام الحديث إلى المحاضرة حسب نفسه بحضرة الصاحب بن عباد أو السيد الشريف الرضي، حيث يسمع من الأدب الرائع والبيان ما يعبر عنه بالسحر والحلال.
وإذا دخل معه باب البحث في الفلسفة وما تحويه مجالس العلماء ونوادي الأمراء جرى على لسانه:
Halaman tidak diketahui