26

Safwat Tafsir

صفوة التفاسير

Penerbit

دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

العبادة، ولغيره على وجه التكرمة كما سجدت الملائكة لآدم، ويعقوب وأبناؤه ليوسف. الثانية: قال بعض العارفين: سابق العناية لا يؤثر فيه حدوث الجناية، ولا يحط عن رتبة الولاية، فمخالفة آدم التي أوجبت له الإِخراج من دار الكرامة لم تخرجه عن حظيرة القدس، ولم تسلبه رتبة الخلافة، بل أجزل الله له في العطية فقال ﴿ثُمَّ اجتباه رَبُّهُ﴾ [طه: ١٢٢] وقال الشاعر: وإِذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ ... جاءت محاسنة بألف شفيع الثالثة: هل كان إِبليس من الملائكة؟ الجواب: اختلف المفسرون على قولين: ذهب بعضهم إِلى أنه من الملائكة بدليل الاستثناء ﴿فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ﴾ وقال آخرون: الاستثناء منقطع وإِبليس من الجن وليس من الملائكة وإِليه ذهب الحسن وقتادة واختاره الزمخشري، قال الحسن البصري: لم يكن إبليس من الملائكة طرفة عين، ونحن نرجح القول الثاني للأدلة الآتية: ١ - الملائكة منزهون عن المعصية ﴿لاَّ يَعْصُونَ الله مَآ أَمَرَهُمْ﴾ [التحريم: ٦] وإِبليس قد عصى أمر ربه ٢ - الملائكة خلقت من نور وإِبليس خلق من نار فطبيعتهما مختلفة ٣ - الملائكة لا ذرية لهم وإِبليس له ذرية ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي﴾ [الكهف: ٥٠]؟ ٤ - النص الصريح الواضح في سورة الكهف على أنه من الجن وهو قوله تعالى ﴿إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجن فَفَسَقَ﴾ [الآية: ٥٠] وكفى به حجة وبرهانًا.
المنَاسَبَة: من بداية هذه الآية إلى آية /١٤٢/ ورد الكلام عن بني إسرائيل، وقد تحدث القرآن الكريم بالإِسهاب عنهم فيما يقرب من جزءٍ كامل، وذلك يدل على عناية القرآن بكشف حقائق اليهود، وإِظهار ما انطوت عليه نفوسهم الشريرة من خبثٍ وكيد وتدمير حتى يحذرهم المسلمون، أما وجه المناسبة فإِن الله تعالى لما دعا البشر إِلى عبادته وتوحيده، وأقام للناس الحجج الواضحة على وحدانيته ووجوده، ثم ذكّرهم بما أنعم به على أبيهم آدم ﵇، دعا بني إِسرائيل خصوصًا - وهم اليهود - إِلى الإِيمان بخاتم الرسل وتصديقه فيما جاء به عن الله، لأنهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة، وقد تفنّن في مخاطبتهم فتارة دعاهم بالملاطفة، وتارة بالتخويف، وتارة بالتذكير بالنعم عليهم وعلى آبائهم، وأخرى بإقامة الحجة والتوبيخ على سوء أعمالهم وهكذا انتقل من التذكير بالنعم العامة على البشرية في تكريم أبي الإِنسانية، إلى التذكير بالنعم الخاصة على بني إسرائيل. اللغَة: اسم أعجمي ومعناه: عبد الله وهو اسم ﴿يعقوب﴾ ﵇، وقد

1 / 45