340

Safwat Casr

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Genre-genre

ونظرا لحسن استقامته وصلاحه اختير للقيام بخدمة الكهنوت، وخادما لتلك الكنيسة، وكان ذلك في عهد طيب الذكر أنبا إبرام الأسقف الذي رسم بدلا عن أسقفها المتوفى، وكان عمره إذ ذاك ثماني عشرة سنة فرسمه قسا في حفلة حافلة في يوم الجمعة الموافق 2 باءونه سنة 1599ق الموافق لشهر يونيو سنة 1883، وفي شهر مسري رقي لدرجة قمص فكان الراعي الصالح والهادي إلى الطريق القويم، واكتسب محبة الجميع نحوه لحسن رعايته، وفي 26 أمشير سنة 1611 الموافق 1895 انتخب وكيلا للبطريريكخانة القبطية ورئيسا لديوانها، وقد تقلب على جملة وظائف بها إلى أن عين وكيلا وعضوا روحيا بالمجلس، وكذا أحيلت عليه رئاسة لجنة الامتحان العليا التي كان يرأسها قبلا المرحوم القمص فلوتاؤس رئيس الكنيسة الكبرى، كما وقد أحيلت عليه رياسة مجلس الجيزة الملي الفرعي عقب وفاة الأنبا يوساب مطران كرسي الجيزة والفيوم، فقام بأعباء كل هذه الأعمال الرئيسية الهامة بكل جد ونشاط وإخلاص، وظل في مركزه الأخير بالجيزة إلى أن رسم لها مطرانا في أواخر سنة 1925 وهو الأنبا متاوس.

أما المدة التي قضاها حضرة صاحب الترجمة خارج الكهنوت، فهي ثمانية عشر سنة علمانيا وشماسا واثنتا عشرة سنة كاهنا وراعيا للجيزة، أما المدة التي قضاها وكيلا للديوان البطريركي فهي واحد وثلاثون سنة.

وقد شيد حضرة صاحب الترجمة مدرسة بجوار الكنيسة، وأحضر لها المعلمين الأكفاء كما وقد اهتم بإتمام الكنيسة التي شادها المرحوم سلامة أفندي عجمي، المتوفى إلى رحمة ربه في سنة 1884، فزخرفها بجميل النقوش وحلاها بالألوان الجميلة، ووضع لها أحجبة بديعة الصنع محلاة بالصور، وجلب لها نفيس الأواني وغالي الأثاث، وأدخل إليها النور الكهربائي، فأصبحت تضارع كنيسة الأزبكية الكبرى من حيث الرونق والبهاء، وأوجد لها وقفا يضمن الصرف على نفقاتها بمعرفة البطريركية، كما وقد غرس بها حديقة غناء وأخرى للمدرسة، وحضرته شديد الاهتمام إلى كل ما فيه فائدة للمصلحة العامة فوق خدماته الجليلة التي لا تعد ولا تحصر لأبناء طائفته بوجه خاص وللبطريريكية بوجه عام.

صفاته وأخلاقه

وديع النفس، كريم الأخلاق، غيور على الدين، ضليع في كافة الشؤون الإدارية والدينية، محبوب عند جميع عارفي فضله وكماله، يعطف على الفقراء، حفظه الله وأبقاه ومتعه بالصحة والهناء.

ترجمة جناب الأب الفاضل القمص يوحنا جرجس

وكيل الدار البطريركية الأرثوذكسية بالإسكندرية

مقدمة وجيزة للمؤرخ

اختار الله تعالى هذا الأب الفاضل لأن يكون من رعاته الصالحين خدام الكهنوت، وأودع في نفسه التقوى والصلاح وطهارة الذمة؛ لتكون روحه الطاهرة سابحة في جنان النعيم مهللة مع الآباء القديسين الذين عملوا لآخرتهم دون دنياهم، أولئك الذين اختصهم الرحمن بالفضائل الحميدة والخصال المحمودة والاستقامة والطهر.

مولده ونشأته

Halaman tidak diketahui