Safwat Casr
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
Genre-genre
صفاته وأخلاقه
من الصفات المحمودة التي امتاز بها نيافته دماثة الأخلاق وحلاوة الحديث والذكاء المفرط، وغزارة العلم مع التواضع المتناهي والتقوى، فتجده مخلصا لشعبه غيورا على دينه محافظا على الفروض الدينية.
أدام الله حياته ومتعه بدوام الصحة والعافية، وأكثر بين رجال الأكليروس الأرثوذكسي العاملين المجاهدين في سبيل الخير العام من أمثاله، وإننا نختم تاريخ هذا المجاهد العظيم في سبيل الإصلاح العام بكلمة شكر نزفها إلى نيافته بنوع خاص، وهي كلمة إعجاب بما له من همة عالية، وكفاءة نادرة اتخذهما له شعارا ولحياته الطيبة نبراسا وضاء، فأنعم به من راع جليل وحبر نبيل، وليتنعم شعبه المبارك الذي يتغذى بلبان فضله وليعش منعما في ظل حياته المباركة.
ترجمة نيافة الحبر الجليل والراعي الصالح الأنبا أثناثيوس
كلمة وجيزة للمؤرخ
يغتبط القارئ الكريم سرورا أن يجد بين حضرات رجال الدين والآباء الروحيين مثل هذا الراعي الصالح، والتقي الورع الذي اقتفى آثار القديسين، ونهج منهجهم في الطهر والورع منذ نشأته حيث شب على الفضيلة والاستقامة والاعتكاف بالصوم والصلاة والانقطاع الكلي لعبادة الخالق، فاكتسب رضاه وحب رعيته واحترامها الكلي لشخصه الكريم، خصوصا وقد تجلت صفاته العالية ومزاياه النادرة، بعد أن رسم أسقفا لكرسي بني سويف والبهنسا في يوم الأحد 27 برمهات سنة 1641 للشهداء/5 أبريل سنة 1925 بمعرفة غبطة البابا المعظم الأنبا كيرلس الخامس والثاني عشر بعد المئة بالكنيسة المرقسية الكبرى، حيث أمطره البرق والبريد رسائل الشكر وآيات التهاني لهذا التعيين الذي صادف أهله وحل محله، ونحن نسطر هنا بقلم الفخر والإعجاب تاريخه المجيد، سائلين الحق تعالى أن يكثر من أمثال نيافته بين حضرات الآباء الروحيين في عموم الطوائف والمذاهب لفائدة الشعوب وخير الأمم.
نيافة الحبر الجليل والراعي الصالح الأنبا أثناسيوس مطران كرسي بني سويف والبهنسا.
مولده ونشأته
ولد نيافته بأسيوط عام 1600 للشهداء الموافقة لسنة 1883 ميلادية، فأدخله المرحوم والده الطيب الذكر والأثر المعلم حنين عبد الملك في أحد الكتاتيب، فتعلم فيه المزامير واللغة القبطية، ثم أدخله مدرسة الأقباط الكبرى فارتشف من بحور علومها ما هو ضروري لأمثاله، وتاقت نفسه الطاهرة إلى الرهبنة، وتكريس نفسه للعزة الإلهية والابتعاد بها عن أباطيل هذا العالم وزخرفه، فذهب إلى عزبة دير البروموس بطوخ النصارى، وذلك في شهر أبيب عام 1619 للشهداء الموافق 8 يوليو سنة 1903، وتمت رهبنته في 24 مسري سنة 1619 الموافق 30 أغسطس سنة 1903، ثم برحه إلى الإسكندرية في شهر مارس سنة 1905، حيث دخل مدرسة الرهبان الأكليرية المؤسسة بمعرفة حضرة صاحب النيافة الحبر الأقدس الأنبا يؤانس مطران البحيرة والمنوفية ووكيل الكرازة المرقسية لتلقي العلوم اللاهوتية، فأظهر ذكاء وورعا وصلاحا، بل كان مثال الاستقامة بين عموم أقرانه، ثم رسم قسا يوم 9 هاتور سنة 1627 للشهداء، الموافق 18 نوفمبر سنة 1910، وظل بها لغاية 1912م ونظرا لكفاءته العلمية والأدبية والدينية عين مدرسا بها، ولمدرسة الأقباط المرقسية بالقسم الديني ومكث مدرسا لهذا القسم حتى أغسطس سنة 1917، ومن ثم تعين وكيلا لبطريريكية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية في 29 أبيب سنة 1633 للشهداء الموافق (5 أغسطس سنة 1917)، وظل أمينا ووكيلا وعاملا مجدا حتى أبريل سنة 1925، حيث رسم أسقفا لكرسي بني سويف والبهنسا في الشهر المذكور باسم الأنبا أثناثيوس، وكان يدعى قبلا القمص باخوم البرموسي، وفي شهر ديسمبر سنة 1925 رقي إلى رتبة المطرانية.
وقد اشتهر بين أقباط الثغر الإسكندري بكثير من الصفات السامية والأخلاق الفاضلة، والعمل على إحياء الوعظ ونشر الفضيلة، وتعضيد الأعمال الخيرية والمشروعات الإصلاحية والعلمية، فكانت له في نفوسهم مكانة عالية، ووقفوا على شريف نواياه وعظيم أعماله، فصار محبوبا منهم وصاروا محبوبين منه.
Halaman tidak diketahui