Perahu Penyelamat
السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية
Genre-genre
وأخرج عبدالرزاق في (تفسيره) وابن أبي شيبة والطبراني والحاكم من حديث ابن مسعود قال: ((ما من نفس برة ولا فاجرة إلى الموت خير لها من الحيوة، إن كان برا فقد قال تعالى: {وما عند الله خير للأبرار(198)} [آل عمران]، وإن كان فاجرا فقد قال تعالى: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم}...إلخ [آل عمران:178]))، وهو في (أمالي المرشد بالله عليه السلام).ولا تنافي بين الخبر وما يشابهه وبين حديث كثير ابن الحارث مرفوعا قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سعد بن أبي وقاص يتمنى الموت قال(1): ((لا تتمن الموت؛ فإن كنت من أهل الجنة فالبقاء خير لك، وإن كنت من أهل النار فما يعجلك إليها))، رواه السيد الإمام الموفق بالله الحسين بن إسماعيل الجرجاني وغيره لاختلاف محل الخيرية، فإن الآخرة خير على الإطلاق، أما المؤمن فيستريح وأما الفاسق فيخفف عذابه لقلة ارتكابه القبيح وقطعه بالموت ومن حيث أن الدنيا محل لاكتساب الخير المفضي إلى تفاضل الدرج وتفاوت النعيم، فالبقاء خير من تلك الحيثية فإن عند أخذ أهل الجنة مواضع قرارهم فيها يأسف المقصر على تقصيره لما يراه صائر إليه السابقون كما دل على ذلك حديث الأمالي وهو ما رواه أبو هريرة مرفوعا: ((ما من أحد يموت إلا ندم))، قالوا: وما ندامته يا رسول الله ؟، قال: ((إن كان محسنا ندم على أن لا يكون زاد، وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع))، فالخيرية حينئذ مختلفة. وأما الفاسق فإن البقاء خير له على الإطلاق بالنظر إلى السلامة العاجلة، وإن مرور اليوم له في الدنيا خير له من الوقوع في العذاب من عند خروج روحه وإن كان بقاه يستدعي تكاثف العذاب لكثرة ما يجتنيه من العصيان، وقد نبه على شيء من الجمع في الجملة حديث جابر السابق: ((لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد))، فلو لم يكن على المرء شدة إلا مقاساة الموت لكان كافيا، والله أعلم.
وللأصبهاني في الترغيب من حديث أنس قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن حفظت وصيتي فلا يكون شيء أحب إليك من الموت)).
وأخرج أحمد وابن أبي شيبة من حديث أبي الدرداء أنه قيل له: ما تحب لمن تحب ؟، قال: الموت، وقال: ما أهدى إلى أخ هدية أحب من السلام ولا بلغني عنه خبر أعجب إلي من موته .
وأخرج النسائي من حديث عبادة ابن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما على الأرض من نفس تموت ولها عند الله خير تحب أن ترجع إليكم ولها نعيم الدنيا)).
وأخرج ابن جرير من حديث ابن جريح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة: ((إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا: نرجعك إلى الدنيا ؟، فيقول: إلى دار الهموم والأحزان قدمان إلى الله تعالى)).
ومن حديث سلمان ما أخرجه ابن مندة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أول ما يبشر به المؤمن عند الوفاة بروح وريحان وجنة نعيم، وإن أول ما يبشر به المؤمن في قبره أن يقال: أبشر برضاء الله، تعالى، والجنة قدمت خير مقدم قد غفر الله لمن شيعك إلى قبرك، وصدق من شهد لك، واستجيب من يستغفر لك)).
Halaman 195