كشفت جورجيا أن بن يكتب خطابا أسبوعيا إلى العمة الكبرى التي أنفقت على دراسته.
وسألتها مايا: «هل يكتب خطابات لطيفة؟» «نعم، قطعا. لطيفة جدا.»
نظرتا كل إلى الأخرى في كآبة ثم ضحكتا. وبعدها صرحت كل منهما - بل أقرت - بما يثقل كاهلها. كان ذلك براءة هذين الزوجين، براءتهما الشديدة المهذبة الحازمة القانعة. هذا شيء مضجر وغير مشجع في نهاية المطاف، ويجعل الحميمية مسألة صعبة.
سألت جورجيا: «ولكن هل تشعرين بالذنب لحديثك على هذا النحو؟» «بالطبع.» قالتها مايا مبتسمة وكاشفة عن أسنانها الرائعة الكبيرة؛ نتاج العناية المكلفة بأسنانها قبل أن تتولى هي مسئولية العناية بمظهرها. ثم أضافت: «لدي سبب آخر للشعور بالذنب ... لكنني لا أعرف ما إذا كنت أشعر بالذنب فعلا أم لا. أشعر ولا أشعر.»
فقالت جورجيا، التي لم تكن حتى تلك اللحظة تعرف عن يقين: «أعلم ذلك.»
قالت لها مايا: «أنت ذكية جدا ... أم ترى هل تصرفاتي يسهل قراءتها. ما رأيك فيه؟»
قالت جورجيا في رزانة: «متعب جدا.» كانت مسرورة بهذه الإجابة، التي لم تظهر كم كانت تشعر بالإطراء من جراء الكشف عن هذا السر، أو كم كانت تجد ذلك الحوار شيقا.
ردت مايا قائلة: «يبدو أنك تعين ما تقولين.» وحكت لها قصة الإجهاض. وأردفت: «سأنفصل عنه ... قريبا جدا.»
ولكنها ظلت تلتقي هارفي. كانت تروي - خلال الغذاء - بعض الحقائق المخيبة للآمال عنه، ثم تقول: إن عليها أن تذهب، لتلقاه في نزل على طريق جورج، أو في الكوخ الذي كان يملكه على بحيرة بروسبكت.
قالت: «لا بد أن أغتسل جيدا.»
Halaman tidak diketahui