كما ذكرها ابن المجاور في تاريخه المعروف " المستبصر " بقوله : ( صعدة مدينة قديمة ترجع إلى أقدم العصور إلى زمن " سام بن نوح عليه السلام " ، ولكنها خربت وأعيد تجديدها أكثر من مرة حتى العصر الإسلامي ) .
وقد ورد اسم هذه المدينة أيضا في النقوش اليمنية القديمة ( صعدتم ) ، وتلك النقوش المسندية تذكر بعض أحداث الملك " شمر يهرعش " مثل نقش جام رقم ( 209 ) الذي نص أن الملك قدم قربان شكر على سلامته لإله ( المقة ) إثر الغزوة المظفرة بالنصر التي قام بها ضد القبائل الخارجة عليه كما ورد اسم مدينة صعدة في نقش جام رقم ( 658 ) الذي ينص على ترتيب حراس المدينة .
وقد ظلت مدينة صعدة القديمة صامدة أمام التيارات والتقلبات التاريخية العنيفة منذ أن تأسست في العصور الضاربة في أعماق التاريخ وحتى بداية عصر الإسلام واستمرت بعد قرون من الزمان ، وربما تكشف أعمال التنقيب الأثري في المستقبل لموقعها القديم عن الكثير من الأسرار التاريخية ، وزادت أهميتها كمحطة رئيسية على الطريق التجاري القديم المعروف " بدرب أسعد " أو " بدرب أصحاب الفيل " ثم " طريق الحجيج " ، والدلائل الأثرية تشير أن مدينة صعدة القديمة لا تقل أهمية عن بقية المدن التاريخية القديمة فهي غنية جدا بالمواقع التي تعود لعصور مختلفة مثل :-
- عصور ما قبل التاريخ : تتمثل بالرسوم الصخرية والمخربشات المرسومة بالألوان إضافة إلى الأدوات القديمة التي استخدمها الإنسان الأول في حياته المعيشية في ضواحي مدينة صعدة وإقليم شرق صعدة .
- عصر ما قبل الميلاد وما بعده : مثل جبل أم ليلى وحصن تلمص وموقع الخزائن ومواقع النقوش السبئية المسندية القديمة المتفرقة في جبال وأودية صعدة وإقليم شرق صعدة .
- عصر الإسلام : تتمثل شواهده في المساجد التاريخية والجبانات الأثرية وأسوار المدن والقلاع والحصون ، ومعظمها لازالت بحالة جيدة في كل مديريات محافظة صعدة .
Halaman 17