Saad Dalam Kehidupan Pribadinya
سعد في حياته الخاصة
Genre-genre
وفي أثناء الطعام يتجاذبون أطراف الحديث الذي يدير دفته الرئيس والأستاذ مكرم غالبا، وعند انتهاء الطعام يجلس الرئيس مع الأستاذ مكرم إلى درسه الإنجليزي، وينفرد عاطف باشا بركات بكتاب يطالعه أو بمذاكرة اللغة الفرنسية، التي كان مولعا بها ويساعده فيها أحيانا مصطفى النحاس باشا، ويجلس فتح الله باشا لتلاوة القرآن أحيانا، وأحيانا كان يجلس للحديث مع عاطف باشا وسينوت بك، وهكذا إلى أن يقرب وقت الغداء، فيقوم الرئيس لأخذ حمامه اليومي، ثم يخرج إلى غرفة المائدة؛ حيث تكون الساعة الأولى بعد الظهر، وبعد الانتهاء من الطعام يخرجون إلى النوم مباشرة ويستيقظون منه حوالي الساعة الثالثة والنصف لتناول الشاي، ويذهبون جميعا عدا الرئيس وأنا للنزهة اليومية خارج الحصن صحبة الضابط النوبتجي لمدة ساعة من الزمن، أو في المسافة الواقعة ما بين الحصن وحظيرة الأبقار القريبة منه، ويتبعهم عن بعد جندي من الأهالي.
وكان الباعث على عدم خروج الرئيس كل يوم للنزهة هو أنه كان يرى مشقة عظيمة في الصعود والهبوط من الوادي إلى البيت، وكان يكره منظر «الديدابانات» المنتشرة حولنا هنا وهناك لشدة حبه للحرية؛ الأمر الذي جعله ينفر من كل مظهر من مظاهر التقييد، وبهذه المناسبة أذكر أنه عندما صعدنا لأول مرة إلى سجننا وألقينا نظرة على الغرف وأثاثها البسيط ومحتوياتها القليلة، نظر معاليه مليا ثم قال: «هذا حسن ...» فأجبته وكنت بقربه قائلا: «وسنكون بمعزل عنهم لا يروننا ولا نراهم.» فقال: «أحسنت جدا، وهذا ما أردت أن أقوله.»
ثم التفت إلى فتح الله باشا وسينوت بك ومدح لهما دقة ملاحظتي تواضعا منه وتلطفا، وفي أثناء ذلك كنت أسير بصحبة الرئيس جيئة وذهابا في البهو ونتحادث بالإنجليزية لأجل تمرين معاليه، وعند عودتهم يجلس سعد باشا والأستاذ مكرم وعاطف باشا والضابط النوبتجي وسينوت بك للعب الورق، ويجلس فتح الله باشا والنحاس باشا للعب الدومينو، وقبل أن يحين ميعاد العشاء الذي كنا نتناوله عادة حوالي الساعة الثامنة، يقوم الرئيس وصحبه للسير في البهو مدة نصف ساعة، وأحيانا كنت أمارس ومصطفى النحاس باشا وفتح الله بركات باشا والأستاذ وليم مكرم بعض الحركات الرياضية من قفز أو ركض، وبعد تناول طعام العشاء الذي كانوا يدعون إليه في كثير من الأحيان الضابط الإنجليزي النوبتجي، يجلسون للحديث والسمر فيقص عليهم معالي الرئيس شيئا مما وقع ورآه إبان الحوادث العرابية وبعدها.
وكثيرا ما كنا نتفقد معالي الرئيس فلا نجده، فيذهب الأستاذ مكرم من جهة وأنا من جهة أخرى، فنعثر به سائرا حول الجزيرة على شاطئ البحر الرملي، وقد كان معاليه يحب السير على قدميه كثيرا جدا، وكان يسير بخطوات شاب بارز الصدر مرتفع القامة ثابت القدم.
وأحيانا كنا نذهب جميعا فنجلس على شاطئ البحر مفترشين الرمل الناعم النظيف، وكنت أبحث لهم عن ودع يلعبان به السيجة.
وفي بعض الليالي كان يجلس الرئيس والأستاذ مكرم ويبدأ الأستاذ مكرم بالغناء بصوت مطرب خلب ويصغي إليه الرئيس بسرور، وكان يساعده في ضبط نغمة الألحان أحيانا، فيوقع الرئيس الغناء وينشده الأستاذ مكرم بصوت مطرب للغاية.
وأحيانا يتناول الرئيس كتابا من الشعر ويتلو بعضا من القصائد بينا نصغي إليه، وكان يحب الشعر السلس غير المعقد ويقول: «إن الشعر الجيد على ما أرى هو ما يفهمه القارئ والسامع لأول وهلة، أما ذلك الذي يحتاج إلى إعمال الفكر في تفهم معناه فليس في نظري بشعر جيد.» وكان معاليه والأستاذ مكرم يميلان إلى شعر محمود سامي باشا البارودي، وخاصة ما قاله وهو في منفاه عن مصر، وكانا يتفاءلان خيرا به وكثيرا ما رددا أبياته بالغناء والترتيل.
في جبل طارق
علمنا عند قدومنا إلى جبل طارق أن للرئيس مطلق الحرية في الذهاب والإياب داخل حدود جبل طارق، على شرط ألا يتعدى الأرض الإنجليزية.
وقد استصدروا من معاليه قسما بعدم محاولة ترك جبل طارق بدون تصريح له منهم بذلك.
Halaman tidak diketahui