قالت نينا: «أوه، من فضلك. ليس لدي غيرك.»
فعلت كما أرشدتني. ركبت حافلة الجامعة، ثم إلى وسط المدينة. نزلت عند كامبل وهوو ومشيت غربا إلى شارع كارلسيل. كانت العاصفة الثلجية انتهت، والسماء صافية، والنهار ساطع وبلا رياح وشديد البرودة. أوجع الضوء عيني، والثلج انسحق تحت قدمي.
ثم بعد نصف مربع سكني شمالا في شارع كارليسل وصلت إلى البيت الذي عاش فيه إيرني مع أمه وأبيه ثم مع أمه ثم وحده، والآن مع نينا. كيف يعقل هذا؟
بدا البيت هو نفس البيت تماما الذي رأيته حين أتيت مرة أو مرتين مع أمي. منزل من طابق واحد قرميدي بفناء أمامي صغير ونافذة مقنطرة ذات لوح من الزجاج الملون في غرفة المعيشة. كان ضيقا وأنيقا.
كانت نينا، كما وصفت نفسها، ملفوفة في رداء رجالي طويل من الصوف البني، تفوح منه رائحة إيرني الرجولية والبريئة من رغوة الحلاقة وصابون لايفبوي.
قبضت على يدي، اللتين كانتا متيبستين من البرد في قفازي. كانت تحمل كل واحدة منهما حزمة من أكياس التسوق.
قالت: «يداك متجمدتان، تعالي، سوف نضعهما في بعض الماء الدافئ.» - «ليستا متجمدتين، بل باردتين فحسب.»
لكنها واصلت وساعدتني على التخلص من الأشياء التي أحملها وأخذتني إلى المطبخ، وحضرت وعاء من الماء، وحينما بدأت الدماء تعود بألم إلى أصابعي أخبرتني كيف جاء إرنست (إيرني) إلى البيت ليلة السبت. كان معه مجلة بها كثير من الصور عن أطلال وقلاع وأشياء، أعتقد أنها قد تثير اهتمامي. أجبرت نفسها على مغادرة السرير والنزول؛ لأنه لا يستطيع بالطبع الصعود، وحين رأى كم هي مريضة، قال إنها يجب أن تأتي معه إلى بيته حتى يستطيع أن يرعاها. وهو ما فعله على أحسن وجه حتى شفي فعليا احتقان حلقها وخفت الحمى تماما. ثم قررا أن تظل هنا، سوف تبقى معه فقط ولن تعود أبدا إلى المكان الذي كانت فيه من قبل.
لم ترغب حتى في ذكر اسم السيد بورفيس. قالت: «لكن يجب أن يظل هذا سرا كبيرا. أنت الوحيدة التي تعرف؛ لأنك صديقتنا وأنت سبب لقائنا.»
كانت تحضر القهوة. قالت - بينما كانت تشير إلى خزانة مفتوحة: «انظري هنا. انظري أسلوبه في ترتيب الأشياء: الأكواب هنا؛ الفناجين وصحونها هنا؛ كل كوب له مشجبه، أليس مرتبا؟ البيت كله هكذا. أحبه.»
Halaman tidak diketahui