Budak Lelaki di Wajah Bulan
الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق
Genre-genre
تركت فانيه بعد ذلك بقليل، وانتهينا من الحوار في هذا اليوم، وكان يستعد للسفر إلى كينيا قريبا. وخرجت من المنزل الحجري الضيق في ترولي سريعا، ومشيت في الشارع فدخلت حارة ثم حقلا، ولم أستطع تحديد إن كنت بهت أو فتنت بما قاله أم لا؛ فأفكاره كانت تستهوي الناس: كان كتابان من كتبه من أكثر الكتب بيعا، وترجمت العديد من كتبه إلى ثلاثين لغة تقريبا، وحصل على وسام جوقة الشرف في فرنسا، وانضم إلى فئة المكرمين الكنديين. وقد كانت لديه أفكار راديكالية، منها: الضعف قوة، ولم يعد السلام يكمن في قبول الاختلاف، ولكن في الاعتراف المتبادل بالضعف. أتساءل: كيف سيسير هذا في منطقة الشرق الأوسط؛ إذا اعترفت إسرائيل - على سبيل المثال - بخوفها من حزب الله وضعفها أمامه، وطلبت مساعدة الفلسطينيين، بدلا من الإصرار على التخلص من أي مصدر من مصادر التهديد لأمن إسرائيل؟ وفي عالم فانيه، لم يكن ووكر حلقة ضعيفة، بل قوية جدا.
في الواقع، أردت أن أومن بهذا. يثق كل جزء مني في أن ابني الصغير الغريب يمكن أن يعلم كلا منا شيئا عن نفسه. أما عن إمكانية حدوث هذا، فتلك قصة أخرى.
الفصل الثاني عشر
في حجرتي قبل وقت العشاء، ظهر ووكر هناك فجأة. غالبا ما يقفز إلى ذهني مثلما يفعل الصديق الذي لم أره منذ مدة طويلة وأتذكره فجأة، فاتحا باب ذاكرتي. سألت نفسي ماذا كان يريد، وهو الذي يبعد عني آلاف الأميال عبر المحيط.
اشتريت له كرة سحرية بمناسبة الكريسماس الثاني عشر له، وهي عبارة عن «مصباح زينة للغد» يشبه كرة بلورية ويستجيب للمس والصوت والموسيقى، إن أوصلته بالكهرباء ولمست الزجاج، فستجد ومضات مثل ومضات البرق تتصارع داخل الكرة، كثيفة وبيضاء ومتوهجة تقريبا حيث لمست بأصابعك، هذا إلى جانب الأشعة القرنفلية والأرجوانية المنبعثة من مركز الكرة. أدركت أن ووكر سيحبها، وقد أحبها بالفعل، بمجرد أن مل من الزينة التي على شكل سمكة قشرها معدني، ذات لونين أحمر وأخضر، والتي كان قد نزعها من شجرة الكريسماس ولعب بها بيديه لمدة يومين على التوالي.
في النهاية حين وجهت هايلي انتباهه إلى الكرة السحرية، ظل يلعب بها لمدة ساعتين. (بدأ ينتابني القلق من أنها قد تؤدي لإصابته بنوبة.) أحاط الكرة بيديه مستندا على الغطاء الواقي للذراعين، ولم يتحرك لمدة خمس دقائق في المرة الواحدة، واقترب من الأضواء المتحركة بشكل سريع بجسارة، مثل زيوس صغير يحاول تفجير الأرض من تحته بشعاع واحد كثيف.
اتخذت جوانا في هذا الكريسماس منحى آخر؛ إذ أحضرت له مجموعة من الألعاب الصغيرة، منها: كرة مليئة بسائل متلألئ، وقبعة رجل ثلج مصنوعة من الخشب كثيرة الخطوط ومستديرة، قد يلفها في يديه يوما ما لعدة ساعات دون توقف. وكانت هديتها الأخيرة غريبة فعلا؛ فقد كانت مصنوعة من اللباد، وطولها ست بوصات، وهي مثلث برتقالي في أحد أطرافه كرة زينة مزغبة خضراء، وأربع سيقان خضراء وزرقاء بارزة من قاعدتها وتعمل كأرجل، وخيط وجه رزين وجاد ولكنه تجريدي بمثلث أخضر أصغر، خيط بدوره بمثلث برتقالي أكبر. وكان الشيء الغريب كله في الظاهر سلسلة مفاتيح كبيرة، ويشبه مزيجا من جزرة ومشط وكائن غريب.
قلت لها: «ما هذا؟» أخرجت الهدية من كيسها لتريها لي لحظة دخولها من الباب. «لا أدري، وليس لدي فكرة فعلا، وقلت للشاب الذي عند ماكينة الدفع: «لا أدري لماذا أشتري هذا!» فرد علي: «الجميع يقولون ذلك.» وقلت: «فعلا، هل تبيع منه الكثير؟» قال: «طوال اليوم».» كانت سعيدة جدا بهذا الشيء. «إنه جذاب، ولكنه غريب تماما.» قلبت هذا الشيء في يدي.
قالت: «أعتقد أن هذا ما يرى صانعوه أنه يميزه ويجعل الناس يقبلون على شرائه.» ثم بدت على وجهها نظرة مختلفة، لحظة فارغة من الإدراك، وهي نظرة أعرفها تمام المعرفة. «أظن أنني اشتريته؛ لأنه يذكرني بووكر: جذاب، ولكن يصعب فهمه.» ***
كان العشاء محور اليوم في دار رعاية لا سيمانس. كان مستواي في اللغة الفرنسية ضعيفا جدا، ولكن في هذه الدار لم يكن هذا يهم؛ فقد كنت شبه أبكم مثلهم، غير قادر في أغلب الأحيان على توضيح ما أقول.
Halaman tidak diketahui