قاطعتني بحدة: لا يهمني الشرح، ما يهمني حقا هو مستقبل ابنتي وسمعتها!
فقلت محتجا: سمعتها بخير دائما. - كلا، زيارتك لها معنى لم يعد في صالحها.
وقالت ملك محتجة: ماما!
فصاحت بها: اسكتي أنت!
عميت عما أمامي، غادرت الشقة مطرودا، أترنح تحت ضربات الإهانة واليأس والحزن، أتساءل في ذهول هل حقا انتهى كل شيء؟ الحب والأمل؟ ملك والزواج؟ وردمتني عاصفة كراهية لكل شيء، خنقتني الحقيقة البشعة وهي أنني منكوب بأسرة منكوبة، تبدى بيتنا مساء على مثل الحال التي كابدها يوم وفاة أبي؛ أمي وفكرية وزينب على كنبة واحدة في الصالة حائرات البصر من القهر والخجل والشعور بالذنب. تقول أمي: نحن حمل ثقيل، ولكن ما حيلتنا أمام قدرنا؟
وقالت فكرية وكانت أحن علي من أمي: أود المستحيل لإسعادك، ولكني عاجزة.
وصمتت زينب ولم تكن دونهما كربا. غمغمت وأنا ماض إلى حجرتي: ليفعل الله ما يشاء.
اليوم كلما نظرت إلى الوراء لم أر إلا التفاهة والعقم والحرمان، وأحلام اليقظة حول المال والنساء، والسجن الخبيث في أبو خودة. وكلما آنس حمادة الطرطوشي مني شرودا أو كآبة قال بين المزاح والجد: اذهب إليها، إنها وحيدة مثلك!
باتت تثير رغبتي كالزمان الأول، وما أكثر ما عاشرتها في الخيال! ويقول حمادة أيضا: لو كان الزمان غير الزمان لوجدت امرأة تخدمك خدمة شاملة!
ثم مواصلا وهو يقهقه: أعني كالتنمية الشاملة!
Halaman tidak diketahui