كان المعلم بطرس كرامة أرصن وأصح قولا من شاعر الأمير الأول، ولكن هذاك كان، كما قلنا، أخف روحا. كان القدماء يرون الهزل والضحك في الأدب قلة هيبة، ولهذا طارت لكرامة شهرة لم يكن لنقولا شيء منها، وقف نقولا نفسه على أميره فما تطاول إلى ولاة الأقطار حتى يذيع له صيت، أما بطرس فما أحجم عن ذلك، فأحدثت قصيدته «الخالية» ضوضاء أدبية اشتركت فيها الأقطار العربية.
قال بطرس هذه القصيدة جاعلا قافيتها لفظة واحدة، ولكنها مختلفة المعاني، قال في مطلعها:
أمن خدها الوردي أفتنك الخال
فسح من الأجفان مدمعك الخال
ثم ختمها بقوله:
لكل جماح إن تمادى شكيمة
ولكن جماح الدهر ليس له خال
ولما وقف عليها الشيخ عبد القادر الموصلي، وكان يومئذ ببغداد، عارضها ممتدحا واليها المشير داود باشا فقال:
إلى الروم أصبو كلما أومض الخال
فسح من الأجفان مدمعك الخال
Halaman tidak diketahui