وما نحن إلا فيه من صور الفنا
وليس فناء ما نراه، وإنما
هو العود للأولى، هو البعث للألى
قضوا فحيينا، وانقضينا بعودنا
إليهم، وغير «الكل» ليس له بقا
أظنك توافقني - بعد ما قرأت - على تسميتي هذا الضرب من الأدب بالصوفية العلمية، وعلى عدي الشميل وجوديا، وإن كان الأدب يغلب على ألوانه جميعا. (4) عبد الرحمن الكواكبي
الرجل سبط أسرة حلبية عريقة ذات شهرة وصيت، ويعود نسبه إلى السيد إبراهيم الصفوي أحد أمراء أردبيل العظماء، وهو سليل بيت علم، درس العلوم الشرعية في المدرسة التي أنشأها جدوده وإليهم نسبت، ثم وقف على العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها من العلوم الحديثة، وأتقن العربية والفارسية والتركية. أنشأ جريدة الشهباء، ونزع فيها إلى الإصلاح، وحرية القول والفكر؛ فحبس، ففر إلى مصر، وطاف أقطار العالم فزار أقاليم عديدة، ثم عاد إلى المحروسة.
قال زيدان: «كان الكواكبي واسع الصدر، معتدلا في كل شيء، عطوفا على الضعفاء حتى سماه الحلبيون «أبا الضعفاء».»
وجاء في الرائد العصري أنه: «كان له في بلده مكتب للمحاماة يصرف فيه معظم نهاره لرؤية مصالح الناس، ويبعث إلى المحاكم من يأمنهم من أصحابه؛ ليدافعوا عن المظلومين والمستضعفين، ومع تمسكه بالإسلامية والمطالبة بحقوقها والاستهلاك في سبيل نصرتها، كان بعيدا عن التعصب يستأنس بمجلسه المسلم والمسيحي واليهودي على السواء؛ لأنه كان يرى رابطة الوطن فوق كل رابطة.»
اشتهر هذا الكاتب الخطير بكتابين: أم القرى، وطبائع الاستبداد. فأم القرى كتاب تخيل الكواكبي فيه أن مؤتمرا عقد بمكة المكرمة في موسم الحج عام 1316، فاختار لهذا المؤتمر اثنى عشر عضوا، منتدبين عن جمعية أعضاؤها من كل قارة وقطر.
Halaman tidak diketahui