إن البستاني في ترويض هذه الأسماء اليونانية لتصير شعرا عربيا لهو أشبه بمن ينفق السنين ليعلم الدب الرقص، ثم لا يفوز أخيرا إلا برقصة دب ...
أما داء «الغريب»، وسنتحدث عنه في بحث رواد المعلمين، فيبدو لنا أيضا في شعر صاحب الإلياذة. فيا ليت سليماننا عربها نثرا.
وإذا سألتني لماذا لم ينظم العرب ملاحم؟ أجبتك مع ابن الأثير: إن الشاعر إذا أراد أن يشرح أمورا متعددة ذوات معان مختلفة في شعره، واحتاج إلى الإطالة بأن ينظم مائتي بيت أو ثلثمائة أو أكثر من ذلك، فإنه لا يجيد في الجميع، ولا في الكثير منه، بل يجيد في جزء قليل، والكثير من ذلك رديء غير مرضي.
وقبل وبعد، فالإلياذة تظل وتبقى عملا جليل القدر من أعمال الرواد، وكم للرائد من فضل على قومه.
الرائدات
(1) الوردتان
والغريب أيضا أن أوليات الرائدات، كأوائل الرواد، قد كان أدبهن شعرا، فعندما مات فرنسيس المراش نظمت أخته مريانا قصيدة في رثائه، وبعثت بها إلى «الجنان»، فتهلل لذلك المعلم بطرس، ورحب بها في جنانه؛ لأن المعلم كان أول من دعا لتعليم المرأة.
فلمريانا المراش دويوين شعر مطبوع، أما الرائدات الأخريات فهمن وردة الترك، ووردة اليازجي، وعائشة تيمور.
فلوردة اليازجي ديوان سمته «حديقة الورد» افتتحته بأبيات وجهتها إلى سميتها وردة نقولا الترك، وهذا مطلعها:
يا وردة الترك إني وردة العرب
Halaman tidak diketahui