Pemimpin Kebangkitan Modern

Marun Abboud d. 1381 AH
154

Pemimpin Kebangkitan Modern

رواد النهضة الحديثة

Genre-genre

أنا التي قد فتحت في أجناس الحياة مسالك الميل؛ لتحافظ على أنواعها، فلماذا دعيت تناسلا؟!

أنا التي جمعت أشتات البشر إلى هيئة واحدة؛ فكانوا متعاضدين في حروب الحوادث، فلماذا سميت اغتصابا؟!

أنا التي أقفلت مصارع البحر، وأتخمت كبرياء لججه، فلماذا أدعى جزرا ومدا؟!

أنا التي حيثما نزلت عمرت، وحينما رحلت خربت، أنا التي اتخذني التمدن دعامة قوية، وبدوني لا يثبت له بناء، فهل يهدمني إلا كل متوحش؟»

ثم يتخطى الفيلسوف أخيرا إلى القول: فلا يخطئ من يسمي المحبة آلهة الهيئة الاجتماعية.

وبعد أن يعدد الفيلسوف الفضائل جميعها ويشخصها يجيء دور الرذائل: الجهل، والكبرياء، والحسد، والطمع، والبخل، والحقد، والنميمة والكذب، والنفاق، ثم يحشر هؤلاء الذين جعلهم شخوصا في مكان ما من «غابة الحق»؛ ليحاكمهم ملك الحرية. ويتكلم الفيلسوف مقبحا العبودية بحضرة ملكها الماثل للمحاكمة، وبينما المحاكمة جارية إذا بعبد زنجي قد دخل القاعة، وشرع يقص على محكمة ملك الحرية كيف أسره وأخاه القرصان واسترقهما، وبعد الحكم على الرق والاستعباد بالموت تجري محاكمة الجهل والكبرياء وجميع الرذائل التي مر ذكرها، فتطهر منها «غابة الحق».

وقبل أن يستيقظ المؤلف وينقطع حلمه يرى نفسه في برية الشهباء موطنه، فيراها جنة خضراء، فيتساءل من أين يأتي الخير هذه القفار المجدبة، والساقطة من أعين العناية، منذ ألف عام وأكثر؟ فيسمع صوتا يدوي في الغمام قائلا: «ابتهجي يا شهباء سوريا، فها العناية الملوكانية، مقبلة إليك، والمراحم السلطانية هاجمة عليك. قد وقعت تحت أنظار عناية حضرة ذي الشوكة والاقتدار السلطان عبد المجيد خان، دام ملكه مدى الدوران.»

وهكذا سلم للمؤلف رأسه، وظهر كتابه «غابة الحق»، ومشى بخطوات ثابتة في سوق الأدب، واستقر على رفوف المكاتب ولا يزال.

إن في «غابة الحق» ملامح من كتب الفلاسفة العظام كأفلاطون، ومن حذوا حذوه، ففيها يحاول المراش خلق دنيا اجتماعية يسودها السلام والاطمئنان، فجعل عمادها «المحبة» القادرة على كل شيء.

والخلاصة: أن عمل الخيال في غابة الحق يبلغ مداه الأبعد، وقد استولى فيها المؤلف على الأمد. فالعرض والسياق جيدان، والقص يمشي على رسله وإن ركت العبارة أحيانا، أما الأبطال فلا سمات لهم؛ لم يستعر المؤلف لشخوصه الأجساد التي تنبثق منها أعمالهم، وآراؤهم وأفكارهم، بل ناب هو عنهم جميعا مكتفيا بأسمائهم، ثم راح يقول بلسانهم ما يقول.

Halaman tidak diketahui