بعض أنصاف العلماء كانوا يطعنون في المذاهب بتصيد قول ضعيف للمذهب المخالف له.
ويقدم لنا الزمخشري صورة حية عما كان يجري من منابزة بين المذاهب في القصيدة التالية:
إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به ... وأكتمه كتمانه لي أسلم
فإن حنفيًا قلتُ، قالوا بأنني ... أبيح الطّلا وهو الشراب المحرّم
وإن ماليكَّا قلتُ، قالوا بأنني ... أبيح لهم أكل الكلاب وهم وهم
وإن شافعيًا قلتُ، قالوا بأنني ... أبيح نكاح البنت والبنت تحرم
وإن حنبليًا قلتُ، قالوا بأنني ... ثقيل حلوليّ بغيض مجسّم
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه ... يقولون تيس ليس يدري ويفهم
تعجبت من هذا الزمان وأهله ... فما أحد من ألسن الناس يسلم
وأخّرني دهري وقدّم معشرًا ... على أنهم لا يعلمون وأعلم (١)
* * *
_________
(١) انظر: مقدمة الفائق في غريب الحديث للمحققين: علي محمد البجاوي، عمد أبو الفضل، ١/ ٩.
1 / 27