Rum
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Genre-genre
وتجهز الرسول للعودة إلى المدينة عن طريق وادي القرى، فتجهز يهودها لقتال المسلمين وقاتلوهم، ولكنهم اضطروا للصلح، ففعلوا، وقبل يهود تيماء دفع الجزية بدون حرب، أما يهود واحات الجرباء ومقنا وأذرح؛ فإنهم كانوا أبعد إلى الشمال، وكان النبي لا يزال يستعد لفتح مكة وفرض سلطته عليها، فرأى - فيما يظهر - أن لا بد من جولة ثانية في الشمال يرهب بها اليهود هناك ويؤمن مؤخرته قبل الزحف على مكة مطمح أنظاره.
ويؤخذ من بعض النصوص أن النبي أرسل بعد صلح الحديبية خمسة عشر رجلا إلى ذات الطلح على حدود الشام، يدعون إلى الإسلام في منطقة هؤلاء اليهود الشماليين، فكان جزاؤهم القتل ولم ينج منهم إلا رئيسهم.
1
وجاء في بعض المراجع العربية أيضا أن الرسول أوفد بعد الحديبية إلى هرقل وكسرى والنجاشي، وإلى المقوقس، والحارث الغساني، والحارث الحميري، رسلا ورسائل يدعوهم بها إلى الإسلام، وأنه صنع لنفسه خاتما من فضة نقش عليه: «محمد رسول الله.» وختم به رسائله، وأنه كتب في رسالته إلى هرقل ما يلي: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين.»
وتذكر هذه المراجع نفسها أن النبي دفع برسالته هذه إلى دحية بن خليفة الكلبي، وأن دحية هذا سافر إلى هرقل، فالتقاه في حمص في طريقه إلى المدينة المقدسة، وأن هرقل لم يغضب ولم تثر ثائرته، وأنه رد على الرسالة ردا حسنا.
وجاء في هذه المصادر العربية أيضا: «أن الحارث الغساني بعث إلى هرقل يخبره أن رسولا جاءه من محمد بكتاب يدعوه فيه إلى الإسلام، وأن الحارث استأذن سيده بأن يقوم على رأس جيش لمحاربة صاحب هذه الدعوة، وأن هرقل أجاب الحارث بأن يوافيه إلى المدينة المقدسة.»
ومما جاء في المصادر العربية أيضا أن شرحبيل بن عمرو الغساني قتل الحارث بن عمير الأزدي رسول النبي إلى صاحب بصرى في حوران، وأن النبي أنفذ حملة إلى حدود الروم؛ ليقتص ممن جرؤ على قتل رسوله.
ومما تشتمل عليه المصادر العربية أيضا أن المقوقس حاكم مصر بعث إلى النبي في الرد على رسالته يقول: إنه يعتقد أن نبيا سيظهر، ولكنه سيظهر في الشام، وتضيف هذه المصادر أن المقوقس بعث إلى النبي جاريتين وبغلة وحمارا وكمية من المال وبعض خيرات مصر، وأن النبي قبل هذه الهدية، وتزوج من إحدى الجاريتين ماريا، فولدت له إبراهيم، وأنه أهدى شيرين الجارية الثانية إلى شاعره حسان بن ثابت، وأنه أسمى البغلة الفريدة في بياضها دلدل، والحمار عفيرا أو يعفورا.
ويختلف علماء الفرنجة من رجال الاختصاص في تاريخ الروم والعرب في أمر هذه الرسائل؛ ففريق يراها صحيحة وآخر يشك في صحتها، وفي طليعة الفريق الأول بتلر صاحب كتاب فتح مصر، وبيوري صاحب التآليف العديدة في تاريخ الروم،
2
Halaman tidak diketahui