147

Rum

الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب

Genre-genre

وعقد سرجيوس مجمعا في أواخر هذه السنة نفسها وصدق على الإكثيسيس، ثم أدركته الوفاة فخلفه بيرس ووافق على ما كان قد أقره سلفه.

وفي هذه السنة نفسها توفي البابا أونوريوس فخلفه سويرينوس (638-640) ومات دون أن يحرم القول بالمشيئة الواحدة، أما البابا يوحنا الرابع (640-642) فإنه حرم المشيئة الواحدة، وفي السنة 639 تم للعرب فتح الشام، فدخلوا أنطاكية، فصعبت الصلة وأوشكت تنقطع بين هذا المركز الديني والقسطنطينية، وفي السنة 641 توفي هرقل - والحالة على ما وصفنا.

وهنا يحسن التذكير بموقف الكنيستين الرئيستين من القول بالمشيئة الواحدة؛ فهذا القول - بحسب موقف الكنيستين - مردود؛ لأنه يناقض كمال اللاهوت والناسوت في السيد المسيح؛ فالطبيعة لا يمكن أن تكون كاملة وهي ناقصة الإرادة والفعل، والاعتقاد بالطبيعيتين يلزمه الاعتقاد بالمشيئتين والفعلين باتحاد وبلا انفصال، والمسيح لم يرد ولم يفعل شيئا من حيث هو إنسان فقط، بل من حيث هو إله وإنسان معا، بلا اختلاط ولا انقسام.

17

الفصل الخامس عشر

هرقل والعرب

630-641

النبي العربي والروم

ولما اشتدت الحرب بين الفرس والروم وبلغت أنباؤها إلى العرب، كان النبي والمسلمون منحازين بعاطفتهم إلى الروم؛ لأنهم كانوا - في نظرهم - أهل كتاب مثلهم، فأما كفار العرب فكانوا يميلون بعاطفتهم إلى الفرس؛ لأنهم مثلهم أميون، ولا أدل على ذلك من أن أبا بكر الصديق، وهو طليعة المسلمين، قد راهن أبي بن خلف، وهو من وجوه الكفار، على مائة بعير؛ أن الروم سينتصرون.

وكان الرسول قد استطاع أن يجمع حول رسالته عددا من أهم قبائل العرب، وكان قد استقر في يثرب واتخذها قاعدة عمله، ولكنه كان يسعى سعيا حثيثا لفتح مكة قاعدة العرب الدينية، وكان اليهود قد ناصبوه العداء، وأظهروا له الشر وقاتلوه، فانهزموا وخرجوا من يثرب شمالا إلى حدود الروم، وبعضهم وصل إلى أذرعات «درعة» في حوران، وكانوا يتصلون بالمشركين العرب فيحرضونهم على المسلمين، فعاد النبي إلى قتال اليهود، فضربهم ضربة شديدة في خيبر، ولما طلبوا الصلح فيها بعث إلى أهل فدك يخيرهم بين أن يسلموا أو يسلموا أموالهم، فصالحوه على نصف أموالهم من غير قتال.

Halaman tidak diketahui