267

Rules in Worship Monotheism

القواعد في توحيد العبادة

Penerbit

دار الأماجد للطباعة والنشر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

ومما يستدل به البعض على جواز التبرك بآثار النبي ﷺ المكانية حديث عتبان بن مالك ﵁ المروي في "الصحيحين": "أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله ﷺ ممن شهد بدرًا من الأنصار، أنه أتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، وودت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى، قال: فقال له رسول الله ﷺ: "سأفعل إن شاء الله". قال عتبان: فغدا رسول الله ﷺ وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله ﷺ فأذن له، فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال: "أين تحب أن أصلي من بيتك"، قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله ﷺ فكبر، فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم" (^١).
لكن لا حجة في هذا، وقد بيَّن أهل العلم أن عتبان لم يكن قصده أثر النبي ﷺ حتى يتبرك به، وإنما كان مقصوده التبرك بكون النبي ﷺ هو أول من يصلي في مسجده.
يقول الإمام ابن تيمية: "لأن عتبان ﵁ كان مقصوده بناء مسجد لحاجته إليه، وتبرك بكون النبي ﷺ يصلي فيه أولًا، كما أنه ﷺ بنى مسجد قباء، وبنى مسجده، والمسجد الذي يتخذه بناء أفضل من غيره، كما فضل المسجد الحرام ومسجد سليمان ﵇، بخلاف من لم يكن

= (٢/ ١٨)، رقم (٢٧٣٤)، وقال الشيخ الألباني ﵀: "وسنده صحيح على شرط الشيخين". [انظر: تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد (ص ٩٧)، وما نقل عن ابن عمر ﵄ من تتبعه لآثار النبي ﷺ إنما كان قصده مجرد الاتباع والاتساء بالنبي الكريم ﷺ، ولم يكن قصده التبرك بتلك الآثار].
(^١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب: المساجد في البيوت (١/ ١٦٤)، رقم (٤١٥)، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر (١/ ٤٥٥)، رقم (٣٣).

1 / 266