129

Rules in Worship Monotheism

القواعد في توحيد العبادة

Penerbit

دار الأماجد للطباعة والنشر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

شكًا ولا شبهة، وقد فعل ﷺ" (^١). فليست وظيفة الأنبياء إلا البلاغ للرسالة، الموضح لطريق الحق، والمظهر لأحكام الوحي (^٢). وقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ [المائدة: ٦٧]. فهذا أمر من اللَّه تعالى لرسوله ﷺ بتبليغ جميع ما أنزله إليه من الوحي، فلا يترك شيئًا، وإن ترك من الوحي شيئًا فكأنه ما بلغ شيئًا من الرسالة، ولكنه ﷺ امتثل الأمر وقام به خير قيام، فلم يترك من الدين شيئًا صغيرًا كان أم كبيرًا إلا وبيَّنه وفصله ولم يترك لأحد بعده مقالًا. فالمقصود أنه ﷺ قد أمر بتبليغ جميع ما أوحي إليه على الاستيفاء والكمال؛ لأنَّه كان قد بلغ، وإنما أمر هنا ألا يتوقف عن شيء مخافة أحد (^٣). يقول الشيخ السعدي ﵀: "هذا أمر من اللَّه لرسوله محمد ﷺ بأعظم الأوامر وأجلها وهو التبليغ لما أنزل اللَّه إليه، ويدخل في هذا كل أمر تلقته الأمة عنه ﷺ؛ من العقائد، والأعمال، والأقوال، والأحكام الشرعية، والمطالب الإلهية، فبلغ ﷺ أكمل تبليغ، ودعا وأنذر، وبشر ويسر، وعلم الجهال الأميين حتَّى صاروا من العلماء الربانيين، وبلغ بقوله وفعله وكتبه ورسله، فلم يبق خير إلا دلَّ أمته عليه، ولا شرٌّ إلا حذرها عنه، وشهد له بالتبليغ أفاضل الأمة من الصحابة فمن بعدهم من أئمة الدين ورجال المسلمين" (^٤). ثالثًا: النصوص المبينة أن اللَّه تعالى تكفل بحفظ هذا الدين وببيانه

(^١) تفسير السعدي (ص ٥٧٣)، وانظر: (ص ٤٤٠). (^٢) مسائل الجاهلية (ص ٥٨). (^٣) انظر: التسهيل لعلوم التنزيل (١/ ١٨٣). (^٤) تفسير السعدي (ص ٢٣٩).

1 / 128