Roh Agung Mahatma Gandhi
روح عظيم المهاتما غاندي
Genre-genre
ولكنهم قتلوا بيد السلطة التي تخاف منهم على نفسهم، أو قتلوا بأيدي الطغام المهتاجين وهم يسفهون أحلامهم، ويحطمون أصنامهم، ويبدلون شعائرهم، وينكسون منابرهم، فيثور الشر في نفوسهم، ويهجمون على القتلى وهم لا يفقهون ولا يفيقون.
ولكن مصرعا كمصرع غاندي لم يحدث قط فيما علمناه من حوادث التاريخ.
لم يحدث قط أن ترتفع يد بالشر إلى رجل لا يسفه الأحلام ولا يبشر بغير السلام: رجل في الثامنة والسبعين يسعى إلى الصلاة يتوكأ على حفيدتين بريئتين، ويكف الشر في النفوس بوقار سنه وضعف شيخوخته وطيبة سكينته واستسلامه، رجل يدين بما يدين به قاتله المتعصب لعقيدته. وقصارى ما تنتهي إليه تلك العقيدة - عند ذلك القاتل التعس - أن قتل البقرة حرام، وأن قتل القديس العظيم مباح.
خارقة من خوارق الإثم تشده العقل وتشل الخيال، فلا تدري الأذن كيف تسمعها، ولا يدري الحس كيف يحملها إلى رأس أو ضمير.
لقد خرج غاندي إلى البحر يتحدى «قانون الملح» المشهور، وخرج وراءه ألوف من الرجال والنساء، وأمرهم أن يصبروا للضرب ولا يضربوا، وأن يتعرضوا للأذى ولا يردوه بمثله، ثم لاح ذلك الشبح الهزيل للجند القائمين في طريق البحر وهم صفوف من وراء صفوف، فانفرجت صفوفهم له وتركوه يمضي في سبيله، ثم انطبقت من بعده على الجموع التي تبعته لتعمل فيها الضرب واللكم وتهوي عليها بالعصي والهراوات. فإذا بقزم الجسد مارد الروح، قد وقف عند البحر خاشع الرأس دامع العينين، يبكي وحيدا لأنه سلم وحده، وأصيبت من ورائه تلك الرءوس والأجسام.
لقد مثل بين يدي القضاء فسأله قاضيه: أمذنب أنت بحكم القانون؟ فقال: نعم مذنب، وأعود إلى الذنب متى قدرت عليه ... فأحس القاضي إحساس المذنبين أمام هذا المتهم الذي لا يحس إلا إحساس الشهداء. وقال قولته التي سيخلد بها في سجل القضاة: إنني أحكم عليك مكرها، وسأكون أول من يهنئك مبتهجا، إذا استخدم حاكم الهند حقه في العفو عنك، وهو حق لا يملكه القضاء.
مستعمرو بلاده هابوه ويجلوه.
غاصبو وطنه أحجموا عن المساس به والقسوة عليه.
ويشاء النحس لذلك الوطن المنكوب أن يشتمل على مخلوق من أبنائه: مخلوق من أبناء البشر، تتحرك يمينه بالقذيفة القاتلة إلى صدر لم يبق فيه مع الحب الشامل لبني الإنسان - ولكل بني الإنسان - غير جلود وعظام.
قيل منذ أيام: إن قذيفة ألقيت على غاندي فنجا منها.
Halaman tidak diketahui