Roh Agung Mahatma Gandhi
روح عظيم المهاتما غاندي
Genre-genre
ترى هل كانت امرأة من النساء تظفر بالمعجبات اللاتي يهجرن الحياة من أجلها لو نسكت مثل هذا النسك وتقشفت مثل هذا التقشف؟ إنهن إن أقبلن عليها أقبلن على كل حال مشتركات في مواساة واحدة، ولم يقبلن مقدسات ولا معجبات.
ومن النساء اللواتي كن يلذن به فتيات غير هنديات، منهن إنجليزيات وأمريكيات، جذبهن إليه شعور قلق نحو الحضارة الغربية، وإيمان صادق بأنه معطيهن من سلام الروح ما لا يأخذنه من تلك الحضارة التي أوشكت أن تفلس، فلا تقوى على إعطاء.
وكانت أعظم عبقرية نسائية أخرجتها الهند - وهي الشاعرة: نايدو - تؤمن به، وتخلص له، وتصمد إلى جانبه حين يتخلى عنه المعارضون لسياسته السلمية في أوقات السخط والهياج، ولم تخذله قط في وقت من الأوقات.
سياسته
إذا قلنا: إن غاندي لم يكن سياسيا فنحن لا نريد بذلك أنه كان دون السياسيين في ملكات عقله، ولا أنه كان مفتقرا إلى الدهاء الذي تقوم عليه السياسة، فإنه لم يكن خلوا من الدهاء، ولم يكن مقصرا عن الساسة في ملكات العقل والسليقة، ولكنه لم يكن سياسيا؛ لأنه كان يعمل في سياسة قومه بأسلوب غير أساليب الساسة، بل غير أساليب الدعاة الشعبيين في أكثر الأحيان.
كان يعمل في السياسة بأساليب القديسين.
وكانت «الاهمسا» أو المقاومة السلبية رأس ماله في كل خطة يواجه بها قومه، أو يواجه بها الدولة البريطانية، أو يواجه بها كائنا من كان ممن يخشى منهم خطرا على بلاده.
كان الخطر الياباني محدقا بالهند بعد جلاء الجيوش البريطانية عن سنغافورة وبرما وبلاد الملايو في إبان الحرب العالمية الثانية، وكان هو يعلن الإنجليز بوجوب الجلاء عن جميع البلاد الهندية قبل توقف القتال، فلما سأله مراسلو الصحف الأجنبية عن الخطر الياباني قال: إننا نواجه هذا الخطر بالمقاومة السلبية، كما واجهنا بها سلطان الدولة البريطانية. ولم يكن هذا رأي نهرو وزملائه من أصحاب الرأي في المؤتمر الهندي؛ لأنهم كانوا على استعداد لمواجهة الخطر الياباني بالمقاومة العسكرية، وكانوا على استعداد للموافقة على إبقاء فرق من جيوش الحلفاء في الهند للاشتراك في الدفاع عنها. ولم يرفض غاندي كل الرفض أن تبقى الجيوش لهذا الغرض دون غيره، ولكنه كان يؤمن بالمقاومة السلبية فوق إيمانه بالقوة العسكرية، وكان يقول لأبناء وطنه وللأجانب المتحدثين إليه: «إنني أؤمن - سواء صدق الناس أو لم يصدقوا - أنه كلما كان العمل عملا من أعمال ترك العنف أو المقاومة السلبية فالعامل الحاسم في هذا الموقف، هو الله.»
فإذا أغار اليابانيون على الهند فكل ما يطلب من أهلها لدفع خطرهم هو الكف عن مقابلة العنف بالعنف والكف عن التعاون معهم في حكم البلاد، وهذه - في رأي غاندي - مقاومة كافية لتحقيق الغرض منها، وهو فل سلاح العدوان وتعويق المعتدي عن بلوغ مقصده من عدوانه، فإن بقي بعد ذلك عمل لازم لكبح جماح المعتدي فما بقي بعد ذلك فهو من عمل الله.
ومتى كانت «الاهمسا» هي رائد السياسي في مقاومته، فلا عليه أن يحدث من جرائها ما عسى أن يحدث من شدة وضرر، فإنما الحرام هو إيقاع الضرر عمدا وإيقاعه من طريق العنف والسورة الغضبية، فإذا جاء الضرر من غير هذه الطريق فلا جناح عليه ولا حيلة له في منعه؛ لأنه لا يستطيع أن يمنعه لو شاء.
Halaman tidak diketahui