Roh Agung Mahatma Gandhi
روح عظيم المهاتما غاندي
Genre-genre
وكان يوجس شرا من الحرية التي تبيح العبث واللعب بالعاطفة. وكتب مرة يقول: أخشى أن يكون من هوى البنت العصرية أن تلعب لعبة جولييت مع ستة «روميهات» في وقت واحد، وذاك من فاقة النفس لا من حرية الإرادة واستقلال الشعور.
وقد واجهته مشكلة النسوة الشقيات اللواتي احترفن البغاء بمعضلة مضنية، فإنهن يتجاوزن على حسب تقديره خمسة ملايين امرأة في أرجاء الهند كلها، قياسا على عددهن في بلدين زارهن فيهما، وهما: كوكونادا وباريسال، فمنهن من أربت على الثلاثين ومنهن من لم تبلغ الثانية عشرة، وكلهن لا يطمعن في الزواج ولا يجدن من يقبلهن زوجات إذا طمعن فيه، فكان يواسي من يلقاهن منهن ويدعوهن بالأخوات، وكان يدبر لهن وسائل الاشتغال بصناعة النسيج، ويوصي القائمين بمقاطعة البضائع الإنجليزية بتفضيل منسوجاتهن لإغنائهن عن التبذل في سبيل كسب العيش، وإحياء كرامتهن بالمساهمة في هذه الحركة القومية، ورحض عار الدنس والمهانة عن نفوسهن.
وكان بوده أن يلقي العبء الأكبر في مهمة إصلاح هؤلاء البائسات على حرائر الهند ينشئن لهن الملاجئ ويهيئن لهن الخدمة الصالحة في البيوت، فحالت التقاليد بين حرائر النساء وبين النجاح في هذه المهمة. ورأى غاندي أن يجندهن لقضية من قضايا الهند الاجتماعية لا تقل عن قضية المرأة المنبوذة: وهي قضية الطائفة الكبيرة التي عرفت في الهند باسم المنبوذين أو الأنجاس، وهم أحق الناس أن ينتفعوا بعطف المرأة عليهم فيما ضرب عليهم من الذلة والشقاء.
قال في خطاب ألقاه على نخبة من السيدات والفتيات: «إنه لمن الفواجع أن الديانة في زماننا هذا أصبحت لا تعني شيئا غير الامتناع عن بعض الطعام والشراب، أو الترفع عن بعض الطبقات، ولن تكون هناك غباوة أغلظ من هذه الغباوة، فإن الموالد ومراسم التقاليد لن يناط بها رجحان للمرء أو نقصان، وإنما مناط ذلك كله الأخلاق، وما خلق الله الناس وعليهم علامة الرفعة والدناءة، وما من كتاب يدمغ إنسانا بالخسة أو النجاسة منذ مولده يستحق منا الرعاية والاحترام، إنه ليجحد الله ويجحد الحق الذي هو الله، وما كان الله وهو الحق والصدق والعدل ليرضى عن ديانة تنظر إلى خمس أبناء هذه البلاد كأنهم أنجاس لا يجوز مسهم ... وإني لأريد منكن أن تبرئن أنفسكن من هذه الشناعة البالغة فالنجاسة التي تأتي من العمل النجس موجودة، ولا بد أن تقترن بكل عمل نجس وتلحق بكل أحد منا ينغمس فيها، ثم تفارقنا حين نغسل أنفسنا من الضر والوضر فلا تلزمنا النجاسة، ولكنه ما من عمل أو مسلك يدمغ رجلا أو امرأة بالنجاسة أبد الآبدين.»
ومن ثقته بذخيرة العطف في نفس المرأة أنه كان يعول عليها في معركته الكبرى، وهي معركة «الاهمسا» أو مقاومة العنف بالصفح والإحسان.
كان يعول على نساء الهند في الهند وعلى نساء العالم كله في العالم كله؛ لأن المرأة في كل مكان هي رمز التضحية ومثال الغفران والاحتمال، وهي في معركة «الاهمسا» تصنع ما يصنعه الرجل وتزيد، ولكنها في معركة العنف لن تزال هي الجنس المغلوب.
فلما عرج على إيطاليا في طريق عودته من إنجلترا سألته السيدات الإيطاليات كلمة لهن فقال لهن - وإيطاليا يومئذ في ظل الحكومة الفاشية: «إنكن تستطعن ما لا يستطيعه الرجال من محاربة العسكرية، قلن لأنفسكن ماذا يصنع قادتكم وجنودكم إذا كان نساؤهم وأمهاتهم وبناتهم يأبين أن يشتركوا في الأعمال العسكرية!»
وقال للسيدات في لوزان حين سألنه أن يدلهن على درس يتعلمنه من المرأة الهندية: تعلمن منها الاهمسا ... فإن أوروبة إذا «شربت» هذا الدرس فإنما تتناوله من أيدي بناتها. •••
وجملة القول: إن علاقة هذا الرجل بالجنس الآخر لم تكن إلا علاقة قائد جيش يوجه فرقة منه إلى الحملة التي تقدر عليها في معركته الكبرى، وهي معركة السلام.
ولم تعرف الدنيا له علاقة بالنساء عامة غير هذه العلاقة.
Halaman tidak diketahui