Roh Agung Mahatma Gandhi
روح عظيم المهاتما غاندي
Genre-genre
وليست مسألة الأوامر والنواهي عندهم مسألة تحليل وتحريم، كما هو شأنها في جميع الديانات. ولكنهم يعملون الشيء أو يجتنبونه؛ لأن العمل به أو اجتنابه يناسبان طبيعة الروح.
فالسمو إلى عالم الروح هو غاية الغايات من ترقي الإنسان في معارج الحياة.
وعلامة الاقتراب من عالم الروح أن المرء لا يقتل ولا يغضب ولا يسيء إلى أحد من الأحياء؛ لأن شواغل الجسد هي التي تسول له العدوان وتثير فيه البغضاء، فمن غلبته هذه الشواغل بقي في عالم الجسد وعاد إليه، ومن غلبها فآية الغلبة التي يسمو بها إلى عالم الروح هي «المحبة» والسلام، إذ كانت الروح لا تشتمل في طبيعتها على داعية من دواعي النفور والنزاع، وإنما تأتي هذه الدواعي جميعا من شواغل المادة، أو من «الكارما» كما يسمون هذه الشواغل، ويطلقونها على كل عمل من الأعمال الجسدية التي تحول بين الإنسان وبين الصفاء والنجاة.
وللأحياء عندهم خمس درجات يعلو بعضها فوق بعض على حسب نصيبها من الإحساس: أول هذه الدرجات درجة الأحياء ذات اللمس، وتليها درجة الأحياء ذات اللمس والذوق، وتليها درجة الأحياء ذات اللمس والذوق والشم، وتليها درجة الأحياء ذات اللمس والذوق والشم والسمع والنظر، وتليها درجة الأحياء ذات العقل أو الروح «ماناس»
Manas
وهي نوع الإنسان.
وفي الإنسان وحدة تتجلى الروحانية العليا في الوجود، ومنهم من يعتقد أن الروح الإلهي لم يصعد إلى الروحانية الإلهية من غير هذا الطريق.
ولا بد من الولادة مرة بعد مرة للخلاص من أوهاق الجسد ونقائص المادة وحجب الشهوات، فإذا مات الإنسان ترك في الأرض جسده وذهبت روحه بجسدين متلابسين أحدهما أرق من الآخر وأصفى، ولن يخلص من محنة التجسيد حتى ينسلخ عن جميع هذه الأجساد، ولولا ذلك لاستطاع الإنسان أن ينجو إلى عالم الروح بقتل نفسه بيديه، وهو عندهم غير جائز له ، كما لا يجوز له قتل سائر الأحياء، ومن هنا لا يقولون: بقتل المرأة نفسها بإحراقها مع زوجها، كما تقول الكثرة من البرهميين. •••
وليس الزواج محرما في النحلة الجينية بطبيعة الحال، ولكن الإمام الذي يرتفع إلى درجة الهداية في دورة من الزمن لا ينجو من العودة إلى الولادة ولا يبلغ «الموكشا» أي: الخلاص إلا إذا عصم نفسه من كل علاقة جنسية ومنها الزواج، فهو يولد من جديد ما دام يلد أو ينقاد لغريزة التناسل، ولو لم يكن له أبناء.
ولا ينحصر الزواج بين الجينيين في أبناء طبقة واحدة؛ لأن الجينية لا تدين بتفاوت الطبقات ولا تجعلها أصلا من أصول الدين، فعمل الإنسان هو الذي يرتفع به أو ينحدر في طبقات الخليقة، وتنص كتبهم نصا صريحا على أن الإنسان بعمله وحده يصبح من البرهمان أو الكشترية أو الفيشا أو السدرا وهم المنبوذون. ومن الرذائل التي تحول عندهم بين الإنسان والخلاص الروحاني أن ينظر إلى أحد نظرة استعلاء ولو كان من المجرمين، فالحب
Halaman tidak diketahui