Roh Agung Mahatma Gandhi
روح عظيم المهاتما غاندي
Genre-genre
وقد روى لنا غاندي في سيرة حياته أو في اعترافاته شيئا من المحن التي عرضت له في صباه.
قال: إنه كان جبانا وكان يستمع إلى الأحاديث عن اللصوص والأشباح والثعابين فيفزع منها ولا يجرؤ على الخروج من بيته في الظلام، ولا ينام في حجرته إلا على نور، وظل كذلك حتى تزوج - وقد تزوج في الثالثة عشرة من عمره على عادة أهل الهند جميعا من الزواج الباكر - فكان يخجله أن يرى زوجته الصغيرة أقدر منه على مواجهة الظلام.
ونحن ننصف الرجل من تواضعه إنصافا للحقيقة فيما نراه. فقد يسمى ما وصفه جبنا، إذا كان الرجل قد عرف في جميع أيام حياته بحادث واحد يشف عن خوف من المخاطر المادية أو ما هو أرهب منها وأهول على الضمير: وهي المخاطر النفسية. وليس من المعقول أن يؤدي الإحساس بالجبن إلى انقلاب في طبيعة الإنسان يجعله من أشجع الناس وأقدرهم على مواجهة الخطوب التي يتقيها أشجع الشجعان، وإنما نسمي «الجبن» هذا بوصف آخر هو الوصف الذي اشتهر به الرجل طول حياته: وهو ملكة التصديق والإيمان، فلا فرق عند صبي مطبوع على ملكة التصديق والإيمان بين شيء يصدقه وشيء يمسه ويراه. وقد كان حديث المردة والشطار والثعابين حديثا مشاعا بين أطفال الهند يسمعونه كلما أصغوا إلى أقاصيص العجائز في بيوتهم، فكان يؤمن بوجودهم حيث توهمهم كأنه يلمسهم ويراهم. ونحن لا نصف بالجبن إنسانا يتقي مكامن اللصوص وجحور الحيات في الظلام، ولكننا نصفه بالحيطة الواجبة على الرجل العاقل، ونلومه إذا استطاع أن يقهر المخاوف فأحجم عن قهرها، ولكننا لا نطلب منه أن يتصدى لقهرها في ليله ونهاره بغير داع يدعوه إلى منازلتها، وهو قادر على اجتنابها.
إلا أن اعتقاد غاندي الجبن في نفسه خطأ له شأن يذكر في تاريخ نشأته؛ لأنه دفع به إلى تجارب نفسية كان لها أثر بليغ في تكوين خلقه واعتقاده.
ففي صباه كان صبيان الهند جميعا يتهمون أنفسهم بالجبن ويحسون بالنقص كلما عقدوا المقارنة بينهم وبين شبان الإنجليز، وكانت تسري بينهم أبيات من الشعر نظموها بالإنجليزية نترجمها في هذه الأبيات:
أنظر إلى ابن انجلترا
منتصرا مظفرا
يسطو على الهندي وال
هندي يشكو القصرا
لأكله اللحوم طا
Halaman tidak diketahui