46

رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة

رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة

Penerbit

دار السلام للطباعة والنشر

Nombor Edisi

الثانية

Genre-genre

أسرة ثقيف ذات شهرة واسعة بالكتابة١.
وكان لقيط بن يعمر الأيادي شاعرا كاتبا باللغة العربية، وكان مترجما في بلاد فارس، وهو الذي أرسل إلى قومه يقول:
سلام في الصحيفة من لقيط
إلى من بالجزيرة من إياد٢
ولم يكن الرجال وحدهم هم الذين يقرءون ويكتبون، بل كان من النساء من يكتبن، ومنهن: الشفاء بنت عبد، من أسرة عمر بن الخطاب ﵁ فقد كانت تكتب في الجاهلية والإسلام، وهي التي علمت السيدة حفصة بنت عمر ﵄ زوج النبي ﷺ الكتابة٣. وفي فتوح البلدان٤: أن الإسلام دخل مكة وفي قريش سبعة عشر رجلا كلهم يكتب.
وبدخول الإسلام المدينة نشطت الكتابة، ومن ثمار هذا النشاط: ما كان من أسر سبعين من المشركين في بدر، وقبل النبي ﷺ من كل أسير أربعة آلاف درهم، أو تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، فداءً له٥.
ولم يكن الصحابة ﵃ يعرفون الكتابة فقط، بل كانوا يعرفون النقط والشكل أيضا.
قال الإمام ابن الجزري:
" ... وجردت المصاحف جميعها من النقط والشكل ليحتملها ما صح نقله وثبتت تلاوته عن النبي ﷺ"٦.
وروي عن عبد الله بن مسعود ﵁ أنه قال: "جردوا القرآن ليربو فيه صغيركم، ولا ينأى عنه كبيركم"٧.

١ المصدر السابق ص٥٠.
٢ المصدر السابق ص١٠٧، ١١٤.
٣ رواه الحاكم في المستدرك "٤/ ٥٧" وقال: هذا صحيح على شرط الشيخين.
٤ ص٦٦٠.
٥ طبقات ابن سعد "٢/ ٢٦".
٦ النشر "١/ ٧".
٧ الفائق للزمخشري "١/ ١٨٦".

1 / 53