وليوني إبريو
Leone Ebreo ، وهو الذي تحل فيه (كما سبق أن ذكرت) الرغبة
Eros
محل الإحسان
Caritas
ومن ثم فهو يفسر الصور الشعرية في المسرحية في إطار فكر الأفلاطونية الجديدة، ويفسر موت العاشقين تفسيرا يقترب به من التجريدات الذهنية باعتباره انتصارا للحب على الكراهية المتمثلة في تيبالت، قائلا إن تيبالت يصبح «قوة من قوى الأفلاك (أي الأقدار) وكذلك قوة ترمز للمفارقات الميتافيزيقية التي تقدم البطلين باعتبارهما شخصين وتعبس لهما الأفلاك، وباعتبارهما بطلين ينتصران على الأفلاك من خلال الحب.» ولذلك فإن هذا التفسير يعتمد على اعتبار المسرحية شعرا في المقام الأول، وهو يعترف بذلك ويقول إن هذا التفسير قد لا ينجح على المسرح.
وفي الناحية الأخرى نجد التفسير الذي يربط بين حب العاشقين وبين مفهوم قروسطي معروف؛ وهو إن «الحب البشري يعتبر آية من آيات حب الله الذي يسود جميع الكائنات ويتحكم في سير الكون.» وهو التفسير الذي يعتمد فيه بول سيجل
(في مقال نشره في مجلة شيكسبير الفصلية
Shakespeare Quarterly
العدد 12، 1961م، ص371-392)، على إقامة علاقات وثيقة بين نص شيكسبير والإشارات إلى الحب الجسدي في الكتاب المقدس وعنوان المقال يبرر هذا فهو «المسيحية ودين الحب في روميو وجوليت»، وفيه يقول إن حب روميو وجوليت يحقق العناية الإلهية باعتبارها جزءا من الحب الكوني الذي يتوسل به الله في رعاية الكون، كما أن موتهما يحول الشر والكراهية في العالم إلى توافق اجتماعي عن طريق المصالحة بين الأسرتين. ولكن سيجل لا يقف عند حدود المفهوم القروسطي فهو يربط بين حب العاشقين أيضا ومفهوم «فردوس العشاق» (ص384-386) الذي كان يمثل جزءا لا يتجزأ من شعر الحب العذري، ونماذجه في ذلك العصر هي حديقة معبد فينوس التي صورها سبنسر في ملكة الجان، الكتاب العاشر، انظر كتابنا فن الكوميديا (مكتبة الأنجلو المصرية، 1980م).
Halaman tidak diketahui