Rocambole
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
Genre-genre
إلى المسيو فرناند روشي
في شارع ماريس
فكتبت. قال: اكتبي أيضا على هذه الرسالة هذه الحاشية:
إن خادمتي فاني ستحمل إليك هذا الكتاب، فاحذر من أن تغازلها، فإنني وإن أكن على ثقة من مداعبتك لها كما أكدوا لي، فلا أريد أن أصدق أنك تتدانى إلى حب خادمة غرفتي ... آه من الرجال!
فعندما انتهت قال لها أندريا: والآن أيتها العزيزة إنك لا تفهمين المراد من هذا الكتاب إلا غدا، أي عندما يقع في يد هرمين. - آه، لقد فهمت كل شيء الآن، ولكن من الذي يوصله إليها؟ - أبوها بيرابو. - هو بعينه؟ - أتريدين إذن أن نبيع سريز لهذا الكهل بغير ثمن؟ - هذا أكيد. - إن فرناند سيتناول الطعام غدا عند رئيسه، وبعد انصرافه يجدون هذا الكتاب على منضدة، أو على بساط الغرفة، فيفتحونه ويقرءونه وهو كاف لنزع حب فرناند من قلب هرمين إلى الأبد. - هذا لا ريب فيه، ولكن أتظن أن بيرابو يقبل بهذه الخيانة؟ - يقبل بكل شيء لأنه يحب سريز، والآن اسمحي لي أن أذهب إلى منزلي؛ لأنني أريد أن أستعد للحفلة الراقصة التي كما أخبرتك سأتعرف فيها ببيرابو. - إذن، فهو لا يحضر في هذا المساء؟ - كلا، ولكنه سيأتي غدا من غير بد. - وعندما يأتي، فماذا ينبغي أن أعمل؟ - تطلعيه على الرسالة. - وبعد ذلك؟ - تقولين له إنك تحبين فرناند، وإنه إذا سمح بزواجه بابنته فهو لا يرى سريز على الإطلاق، ثم تعطينه الرسالة وتقولين له أن يجتهد في أن تطلع عليها هرمين، وأن تكتب لخطيبها بعد ذلك سطرين بخطها يشيران إلى انحلال عقد الخطبة بينهما، وتعديه أنه متى أتم ذاك تجمعيه بسريز. - أتظن أنه يقبل؟ - لا أظن بل أؤكد، وسترين غدا يكون. ثم ودعها وانصرف.
وبعد ساعتين ذهب إلى حفلة الرقص، فعرفه الوزير بجميع من وجد في تلك الحفلة من الأعيان، وعرفه الجميع باسم السير فيليام، وكثر التحدث بشأنه، وقيل إنه راغب في الزواج، فجعلت الأمهات تتهافت وتتنافس في إكرامه، ثم عرفه أحد العاملين في الوزارة بالمسيو بيرابو، وتعرف بواسطته بهرمين، فرقص معها مرتين، وبذل قصارى جهده في مرضاتها حتى أعجبت بجماله وأدبه وحسن عشرته، وعند منتصف الليل ترك الحفلة وذهب إلى منزله وهو يقول: إنها جميلة، فإذا وفقت إلى الحصول عليها وعلى ملايينها أكون من أسعد البشر. (12) الرسالة
إن بيرابو كان رجلا شحيحا مفرطا في محبة الذات، وقد أثر عليه كثيرا احتقار امرأته له، وما رآه من كرم هرمين يوم رفضت حقها من المهر بمنتهى العظمة والجلال، غير أن حبه للمال أنساه كل ما لقيه من الإهانة، فصادق على زواج هرمين بفرناند، وجعل من ذاك الحين يبالغ في إكرام فرناند، ويزيد من ملاطفته ومؤانسته.
وفي اليوم الثاني من اتفاقه مع باكارا، وأخذه منها تلك الرسالة التي أملاها أندريا، ذهب إلى الوزارة حسب عادته، ودعا فرناند، فلما أتى قال له: إنني أحب أن أطلعك على مسألة سرية سأكشفها لك، ولكني قبل أن أنسى أقول لك: إن امرأتي وهرمين تنتظرانك اليوم للغذاء.
فاختلج فؤاد فرناند من الفرح، وظهرت على محياه علائم السرور.
فقال بيرابو: وإنهما بعد الغذاء يذهبان لحضور تمثيل رواية جديدة دعيتا إليها، وحبذا لو أقمت مقامي ونبت عني بمرافقتهما. - إنني رهين أمرك، ولا أحب إلي من الرضوخ والامتثال لإرادتك. - أشكر فضلك، والآن فأصغ إلي، فإنني مطلعك على كل أمري، ومعترف لك بما يحسبه البعض ذنبا من أشد الذنوب. نعم أيها الصديق، وربما كان ذاك ذنبا، فإن من تجعد جبينه وغارت وجنتاه وجحظت مقلتاه فقد فات حد الصبا، ولكن إذا شاب رأسي فإن قلبي لم يشب، وأنا الآن عاشق مفتون.
Halaman tidak diketahui