368

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Genre-genre

أما روكامبول فقد كان يتوقع هذه المباغتة، فمد يده إلى جيبه وقبض فيها على غدارته للدفاع، ولم يكن في يد أرمان سلاح ولكنه كان قوي العصب والعضل، وقد زاده الغضب قوة وبأسا، فقبض على كتف روكامبول بيد من حديد وأنهضه بعد أن كان راكعا، وكان الغضب قد أضاع صوابه فقبض على عنقه يريد خنقه، فجعل روكامبول يصيح بملء صوته إلي ... إلى القاتل ... إلى السفاك ...

فلما سمع الكونت كلمة السفاك عاد إليه رشده، ورفع يده عن عنقه وتراجع عنه خطوة إلى الوراء وهو ينظر إليه بعينين تتقدان من شرر الغيظ، وقال له: لقد أصبت، فإنك وإن كنت قد دخلت إلى منزلي دخول اللصوص، فإني لا أقتلك دون أن يكون لك سلاح تدافع به عن نفسك.

ثم هجم عليه وصفعه بإحدى يديه على وجهه، وأخذ باليد الأخرى سيفين كانا معلقين على الجدار.

وعند ذلك تراكض الخدم مسرعين إلى الغرفة، فأمر الكونت بعضهم أن يعتني بامرأته التي أغمي عليها، وأمر الآخرين أن يذهبوا بالأنوار إلى الحديقة، وخرج يتبعه روكامبول إلى الحديقة التى جعلاها ساحة لهذا المعترك، وهناك قال للخدم: إنه إذا قتلني هذا الرجل، فلا يقبض أحد عليه.

ثم أخذ الاثنان يتقارعان بسيفهما لا يحضر مبارزتهما غير الخدم.

61

وبينما كان الكونت وروكامبول يتبارزان، كان أندريا يسير آمنا مطمئنا إلى سانت مالو وهو يلتفت من حين إلى حين إلى قصر كارلوفان، فيخفي البعد أنواره حتى احتجبت تلك الأنوار عن عينيه، فقال في نفسه: هو ذا قد انطفأ آخر نور من عائلة كركاز. وابتسم ابتسام الأبالسة وهو يقول: لقد ظفرت بعد صبري الطويل.

ثم نظر إلى جهة البحر فرأى أن سهما ناريا عقبه أسهم جعلت تشق كبد السماء، فانتعش جسمه من الفرح وقال: هو ذا الربان قد ظفر بباكارا وحبسها بالسفينة، وهذه الأسهم هي الإشارة المصطلح عليها بيننا.

وانطلق مسرعا إلى الميناء وعزم على أن يذهب إلى السفينة في أول قارب يصادفه، ولما مشى قليلا سمع صوت رجل يناديه، ونظر إليه منذهلا فإذا هو جون إيرد ربان السفينة، فحياه الربان باحترام وقال له: قد أتيت لأذهب بك إلى السفينة فإنهم ينتظرون فيها.

ففرح أندريا وقال: أوقع الطير في الشرك؟ - نعم، بحسن تدبيرك. - كيف رأيت جمال باكارا؟ - إنها تستحق أن تكون ملكة لتلك القبائل المتوحشة الذاهبة إليها. - بل إني أؤثر أن يمزقوها حية ويولموا عليها الولائم. - ربما كان هذا نصيبها، أفلا تزورها وتودعها بكلمة؟ - إني ما أتيت إلا لهذا. امض بنا.

Halaman tidak diketahui