Rocambole
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
Genre-genre
فقال لها أحد الخدم: إنها نائمة يا سيدتي. - لا بأس أيقظوها، فإني قدمت إليها لأمر خطير.
ولم يجد بدا من الامتثال، وبعد هنيهة أمرت المركيزة بإدخالها إليها.
ودار بينهما حديث طويل أطلعتها باكارا على جميع الدسيسة، وعلى جميع ما صنعت لإنقاذها إلى آخر ما تعلمه من أسرار هذه المكيدة الهائلة.
واضطربت المركيزة وقالت: لا بد أن يكون المركيز بأشد حالات القنوط. - لا بأس لأنه سيفرح غدا، فإني قد ملكت جميع أعضاء هذه العصابة، ولم يبق سوى واحد.
ثم مررت يدها على جبهتها كأنها ذكرت أمرا وقالت لها: يجب عليك طاعتي في كل شيء إذا أردت السلامة لك ولزوجك ومعاقبة أولئك الأشرار، وأول ما أبدأ به هو أني أسألك أن تعطيني ذلك الخاتم الذي يلبسه زوجك كل يوم، وهو الخاتم ذو الفص الأزرق. - لماذا؟ - إنه سر لا أستطيع أن أبوح به الآن. - إنه يخلعه عادة كل ليلة قبل النوم، ولكني إذا أخذته فلا بد له من طلبه في الصباح. - أليس له بين الخواتم الكثيرة خاتم يشبه هذا الخاتم. - نعم، اصبري إلى أن أبحث.
ثم تركتها وذهبت تبحث في صندوق المجواهرات إلى أن عثرت بخاتم يشبهه أتم الشبه، فدخلت إلى غرفة ملابس المركيز دون أن يشعر بها، وأخذت ذلك الخاتم ووضعت مكانه الخاتم الذي يشبهه، ثم عادت به إلى باكارا فأعطتها إياه.
فقالت لها باكارا: بقي أمر واحد يا سيدتي، وهو أنه لا بد لك الآن من مغادرة هذا المنزل والذهاب معي إلى منزلي إلى أن أكشف تلك الأسرار في الغد.
ودهشت المركيزة وقالت: كيف أبرح منزلي في منتصف الليل؟ وماذا عسى أن يقول المركيز؟ - ليقل ما شاء، فإن حياتك في خطر، وذلك أن الهندية لا بد أن تقول للمركيز بأنك ستقابلين شاروبيم في الساعة الثامنة من مساء الغد. - ولكني لا أذهب إلى هذا اللقاء المشئوم. - لقد أصبت، ولكنك لم تعرفي بعد أخلاق الرجال، فقد تهيج الغيرة في صدر زوجك فيقتلك قبل أن يقف على البرهان، ثم يقتل نفسه كي يستريح.
وارتعدت المركيزة وقالت: إذن إني أذهب معك حيث تشائين.
ثم خرجتا وذهبتا إلى منزل باكارا دون أن يشعر بهما أحد غير وصيفة المركيزة، غير أن المركيزة كانت تثق بهذه الوصيفة، فأمرتها أن لا تذكر أمام المركيز شيئا من زيارة باكارا، وأمرت الخادم مثل هذا الأمر قبل انصرافها.
Halaman tidak diketahui