Rocambole
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
Genre-genre
وكانت باكارا تسير في إثره إلى أن وصل إلى منزل رئيسه فولج إليه، وأمرت باكارا السائق أن يقف بعيدا عن الباب، ثم نزلت من المركبة فأسدلت برقعها ودخلت إلى نفس المنزل الذي دخله فرناند.
فأعطت البواب قطعة من الذهب، ثم دنت إليه مبتسمة، وقالت: أليس لك لسان؟ - كلي ألسنة ناطقة بشكرك. - إذن قل لي فإنك ستنال خيرا من خدمتي، من هو هذا الشاب الذي دخل الآن؟ - هو مستخدم في الوزارة، وهذا هو منزل رئيسه. - ما اسم رئيسه؟ - المسيو دي بيرابو. - هل هو متزوج؟ - نعم. - هل امرأته صبية؟ - كلا، فإنها تناهز الخمسين. - أليس له ابنة؟ - نعم، وهي على غاية من الجمال.
عضت باركارا على شفتيها، وقالت: ما اسمها؟ - هرمين، وأظن أنهما متحابان. - ما دعاك لهذا الظن؟ - ذلك لا ريب فيه عندي؛ لكثرة تردده على هذا المنزل، فإنه يجيء أربع مرات في الأسبوع. - في أية ساعة يغادر هذا المنزل اعتياديا؟ - في الساعة العاشرة مساء.
شكرته باكارا وأعطته دينارا ثانيا على سبيل الجزاء، ثم خرجت إلى المركبة التي كانت في انتظارها.
وبينما كانت باركارا تسأل عن فرناند، كان هو يصعد السلم لا يداخله ريب بها، ولا يعلم أمرا من غرامها به، حتى بلغ المنزل في الطبقة الثالثة وطرق الباب.
أما بيرابو هذا فإنه كان في أول عمره فقيرا معدما، وقد جاء باريس منذ ثلاثين سنة، فتوفق للدخول في خدمة الوزارة، ثم ترقى بجده ونشاطه وتزلفه من أولياء الأمور إلى أن عين رئيسا لإحدى دوائرها.
ولقد لقي عند قدومه امرأة تدعى تريزا لها ثروة وجمال، وكانت تلك المرأة قد ارتكبت هفوة لم تستطع إصلاحها، أو أنها خدعت، وكان لها ابنة صرفت إليها معظم حنوها، فتقرب منها بيرابو طمعا في ثروتها، وعلم أن ابنتها غير شرعية فتغاضى عن ذلك، ووعد تلك المرأة أن يكون لها أبا لابنتها، فقبلته بعلا بملء السرور، ومن ذلك الحين أصبحت ابنتها هرمين معروفة باسمه.
ولنعد إلى فرناند فنقول إنه عندما طرق الباب فتحت له هرمين، ولم تكد تراه حتى تلون خدها بصبغة الورد، فحياها تحية المحب الوله، ثم دخل معها إلى غرفة البيانو، فجلست تعزف عليه ألحانا كانت تهيج كوامن غرامهما، وتحرك عوامل قلبيهما، ثم شغلا عن حديث الألحان بأحاديث الغرام إلى أن شفيا غلهما، فقال لها فرناند: يسرني أن أخبرك عن قبول روايتي في ملعب سانت مارتين، وقد وعدني مديرها أنه سيمثلها في هذا الشتاء، وأنا أرجو أن ينالني من ذلك ربح عظيم، فعند ذلك أجسر في محادثة أبيك في شأن زواجنا.
فقالت هرمين بصوت منخفض: إني كنت أتحدث مع أمي أمس في هذا الشأن.
فاضطراب فرناند وقال: بماذا أجابت؟
Halaman tidak diketahui