Rocambole
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
Genre-genre
ثم خرج وهو يضحك ضحك اليأس، ويتهدد السماء بقبضتيه.
الإرث الخفي
(1) السير فيليام
كان في إحدى ليالي ديسمبر الباردة رجل ملتف برداء طويل، يمشي على رصيف سانت بول بالقرب من القلعة غير مبال بالبرد وبما كان يهطل عليه من المطر، وكان يقف من حين إلى حين ينظر إلى النهر السائر بالرياح الشديدة، ويحدث نفسه بكلام متقطع غير مفهوم.
وما زال يمشي إلى أن بلغ إلى منزل بالقرب من فندق لمبرت ذي الستة أقسام بعضها فوق بعض، فوقف عنده ونظر إلى نافذة القسم الأعلى، فرأى عليها مصباحا موضوعا بشكل يدل على أنه إشارة متفق عليها، فنظر إليه هنيهة وقال: ذلك يدل على أن كولار في منزله ينتظرني.
ثم أدنى إصبعيه من فمه وصفر، فانطفأ المصباح للحال، وبعد عشر دقائق أجيب بصفير مثله، فدنا من الباب، وما وقف هنيهة حتى سمع وقع أقدام ضعيفة، ثم تلاها صفير آخر فأسرع إلى لقاء القادم، وقال له سائلا: كولار؟
قال كولار: نعم. - يسرني أنك أمين على الملتقى. - ليس ما يعيقني عن خدمتك، وأرجوك أن تخفض صوتك، وأن لا تدعوني باسمي، فإني إذا عدت إلى ذلك فلا أخرج منه. - إنك مصيب، ولكن الشارع مقفر وليس هنا من يسمعنا. - لا ضرر من الحذر، وأرى أن الأوفق أن نذهب إلى شاطئ النهر فنتحدث هناك باللغة الإنكليزية، فإذا اتفق مرور أحد فهو لا يفهم ما نقوله. - ليكن.
ثم مشى الاثنان إلى جهة النهر، وهما غير مكترثين بالمطر، فقال كولار: متى عدت من لندرا؟ - في الساعة الثامنة من هذه الليلة، وأنت ترى أني لم أضع الوقت، فقل ما فعلت أنت في مدة غيابي؟ - جمعت عصابة على غاية الموافقة، وإن يكن الباريسيون لا يعدلون الإنكليز في مهنتنا، ولكني فعلت ما قدرت عليه، وإننا نقدر أن ندربهم في مدة وجيزة، وستراهم وتفحصهم. - متى؟ - الآن إذا أردت. - هل اتفقت معهم على الملتقى؟ - نعم، وإذا أمرت سرت بك إلى مكان بحيث تراهم واحدا فواحدا، ولا يراك منهم أحد. - حسنا فلنذهب. - ألا تريد أن نتفق قبل الشروع في العمل؟ - لنتفق. - تعلم يا مولاي أني بلغت الخمسين من عمري، فصار يجب علي أن أهتم بأيامي الأخيرة. - هذا عدل، فأظهر شرطك. - إني أطلب 25 ألف فرنك كراتب يدفع لي في كل سنة، وعشرة آلاف فرنك تعطى لي عند النهاية من كل عمل ينجح على سبيل المكافأة. - سيكون لك ذلك. - والآن بقي علي أن أتفق معك على رواتب عصابتي. - إني عرفت أهليتك فلم أساومك، أما عصابتك فإني لا أعرف منها أحدا. - هذا حق. - إذن فلنذهب إليهم، ومتى عرفتهم وخبرتهم أتفق معك على تعيين رواتبهم، ولكن قل لي كم عددهم؟ - عشرة، أليس ذلك بكاف؟ - يكفي الآن، وسنرى فيما بعد.
ثم غادرا ذلك المكان ومشيا، فكان كولار يسير أمام السير فيليام إلى أن بلغا إلى غطة مظلمة في شارع لاتين، فسارا فيها إلى أن وصلا إلى بيت قديم متداع إلى السقوط.
ولم يكن ينبعث منه نور، مما يدل على أنه غير مأهول، فأخذ كولار مفتاحا من جيبه وفتح به باب المنزل، فدخل مع السير فيليام ثم أقفل الباب وراءهما، وأشعل شمعة فأدخل السير فيليام إلى غرفة وقال له: هذا هو المكان الذي تستطيع أن ترى منه رجالي دون أن يروك، من هذا الثقب الموجود في الحائط.
Halaman tidak diketahui