188

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Genre-genre

وقد علمت أنه لا يريد أن يوقظ الفتاة، ولبثت أمام النار تصطلي وداغوبير ينظر إليها معجبا بأمرها، إلى أن بدأ الحديث معها وقال: أتحترفين مهنة استكشاف الطوالع؟ - هو ذاك. - كيف ذلك؟ أبالورق؟ - بالورق وبالنظر إلى الأيدي.

فمرت غمامة بمخيلة داغوبير وظهرت عليه علائم التردد.

أما النورية، فإنها جعلت تنظر إليه نظرات ممغطسة جذبت بها حواسه.

17

وكان داغوبير واقفا يحدثها وينظر إليها، ثم غض بصره ولم يستطع مقاومة تلك النظرات التي اخترقت نفسه، وشعر أن لهذه المرأة سلطانا عليه.

وكانت قد قالت له إنها تكشف مخبآت المستقبل، فشعر بميل عظيم إلى معرفة ما خبأته له الأيام، لا سيما وأنه كان حزين القلب منقبض الصدر منذ ثلاثة أيام.

أما سبب انقباضه فهو أنه باغت حنة في غرفتها ورآها تبكي وعلم لفوره السبب في بكائها؛ وهو أنها تحب ذلك الفتى النبيل الذي طرده من دكانه أقبح طردة وهو لوسيان، امتثالا لواجب مقدس لم تعرفه الفتاة ولم يعرفه داغوبير نفسه؛ فإنه آلة بيد الأب جيروم.

وكان داغوبير يفكر في جميع هذه الأمور بينما كانت النورية تسلب إرادته بتلك النظرات وهو واقف موقف الخائف المتحير.

وإنما كان خوفه وحيرته لأن الدين يحرم استكشاف الطوالع؛ لأن المستقبل بيد الله.

غير أنه ظهرت عليه فجأة علائم العزم الأكيد، فنظر إلى النورية وقال لها: لعل استكشاف الطالع كثير النفقة؟ - إني أقبض ريالا من النبلاء. - ومن كان فقيرا مثلي لا أقبض منه شيئا.

Halaman tidak diketahui